ما قل ودل

بعد مشاركتها الأسطورية في الثورة التحريرية…الحاجة الزهرة تتحول لأسطورة جزائرية حيّة

الحاجة الزهرة و عمي أحمد لا يزالون على العهد باقون

شارك المقال

في الحلقة الثالثة من سلسلة الحلقات التي تؤرخ للألمانية الشقراء التي التحقت بزوجها في جبال و أحراش غابات الأوراس الأشّم نحدثكم عن تحول الفتاة الألمانية التي أبت إلّا أن تلبس ثوب المجاهدين الجزائريين , حيث قادها حبها لزوجها الجزائري لساحات الوغى و قالت عن تجربتها بعد عشريات من السنين ” لو عاد بي الزمن للوراء لأعدت فعل ما فعلته”.

تقمصت الزهرة الألمانية دور الممرضة في الجبال لمعرفة سابقة لها بالإسعافات الأولية و عدة تقنيات في مجال الصحة , حيث خدمت بمستشفى المجاهدين في الولاية الأولى بغابة كيمل و برعت في مداواة جرحى العمليات العسكرية بين المجاهدين و الجيش الإستعماري الذي كان مسلحا حتى النخاع , و كانت بمعية ممرضة أخرى تدعى نادية القبائلية.

و كعادة الألمان الذين خرجوا لتوّهم من حرب عالمية طاحنة و التي عايشتها الحاجة الزهرة في صغرها , تسلمت من أيدي المجاهدين الأبرار السلاح واللباس العسكري حيث كان يمثل لها ذلك شرفا ما بعده شرف لخدمة قضية تحرير عادلة طالب أصحابها بحقهم في العيش الكريم ليس إلا.

و لقد كانت مدللة إخوان الكفاح نظرا لمراعاة ما فعلته من أجل زوجها المجاهد الصنديد عمي أحمد , إذ لم تنس القيادة العليا أن الشابة الألمانية حينها اختارت طواعية الانضمام إلى الثورة، و شهدت الحاجة الزهرة معارك الكّر و الفّر و كذلك القصف الجهنمي الذي انتهجته قوى الإستعمار بقنابل النابالم و كانت شاهدة على قضاء عدة مجاهدين بواسل في سبيل أن تحيا الجزائر , و تواصلت مسيرتها مع الثورة المباركة في الجبال إلى غاية وقف إطلاق النار بتاريخ 19 مارس 1962.

و بعد نيل الجزائر لإستقلالها واصلت الحاجة الزهرة عملها بالمستوصف المتواجد بمقر بلدية تكوت، و تفانت في تقديم خدماتها لأهالي المنطقة و انتقلت بعدها رفقة زوجها للعمل    بعين الناقة وعمل عمي أحمد ضحوة سائقا بالبلدية و لبست زوجته اللباس الجزائري و أتقنت حتى العربية و الشاوية و تحضير الأطعمة و الأطباق التقليدية , و رغم إحالتها على التقاعد بقيت الحاجة الزهرة لالمانية أسطورة حية لدى أهالي المنطقة.

حيث باتت قصتها من المرويات الشفهية لتراث منطقة الأوراس , حتما سوف تتناقلها الأجيال أين سوف يتشدقون بالحّب العذري الذي جمع جزائري بألمانية , قطعت من خلاله الآنسة “فانديبل” التي تسّمت بالزهرة بعد إسلامها كإقتداء بالسيدة فاطة الزهراء بنت رسول الله مسيرة زمنية ذاقت من خلالها مّر و علقم القصف من أجل الإبقاء على العهد و الوّد من خلال الميثاق الغليظ الذي قطعته مع زوجها عمي ” أحمد ضحوة” .

و باتت الألمانية أيقونة للثورة الجزائرية إلى جانب مثيلاتها من الأوروبيات التي سوف نخوض في سيرهم لتشريف مرورهم بالجزائر و خدمة الثورة التحريرية المباركة و ما يسعنا خلال ختم هذا المقال في جريدة “المقال” سوى القول “تحيا الجزائر…المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار”.

 

المجاهدة الزهرة…ألمانية حاربت فرنسا لأجل جزائري

 

مذكرات المجاهدة زهرة تكتب بماء الذهب…الألمانية التي اختارت الجبال وفاءا لحّر جزائري

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram