ما قل ودل

حلبة مصارعة الثيران في وهران…موقع أثري ينتظر من يعّرف به

حلبة ثيران وهران بين الأمس و اليوم

شارك المقال

تعتبر “حلبة الثيران” المتواجدة بمدينة وهران منطقة سياحية بامتياز و تقع بحي “الطورو” الشعبي الذي اشتق تسميته منها و يعتبر هذا المعلم التاريخي من أهمّ المواقع الأثرية في القارة السمراء.

و  يؤرخ هذا المعلم الأثري إلى التواجد العنصر البشري  الإسباني الذي رافق احتلال الجزائر و مدينة الباهية على وجه الخصوص .

و كانت هذه الحلبة المسماة “لاكوريدا” ثاني اشهر حلبة بعد حلبة بلنسية في إسبانيا التي تشتهر بمصارعة الثيران.

حيث تعتبر الوحيدة في إفريقيا وفي العالم العربي باستثناء حلبة كانت في طنجة المغربية، وتمّ توقيف نشاطها بعد انتهاء الحماية.

“كوريدا دي لامويرتي” مثلما كانت تسمى تمّ إنجازها عام 1908 من قبَل السلطة الإستعمارية الفرنسية بقدرة استيعاب 4 آلاف متفرّج.

وخلال الإفتتاح الرسمي سنة 1910 حضر 10 آلاف متفرج في حفل بهيج قدموا لوهران وكان لملعب مصارعة الثيران جمهوراً كبيرا من عشّاق هذه الرياضة.

ثمّ عقب تجديدها في سنة 1954 ارتفعت النسبة إلى 10 آلاف متفرج.

و بعد استرجاع الاستقلال ،تمّ إدراجها ضمن برنامج ترميم سنة 1986، ولكن لم يتمّ التفعيل.

واحتضنت الحلبة في سنة 1987 بعض الفعاليات في إطار فعالية سُمّيت “موسم سيدي الهواري”.

وأضحت في طي النسيان حتى سنة 2009 حين كُلّف مكتبُ دراسات بإنجاز مشروع ترميم ، ورصدت ميزانية، وتمّ وضع مخطّط لذلك دون نتائج تذكر.

و تعتبر الحلبة بموقعها و معمارها فضاءً خصبا ومهيئا لاحتضان الحفلات والمهرجانات خصوصا و أن الألعاب المتوسطية باتت على الأبواب و التعريف بهكذا معلم للسواح و زوار المدينة بات أمرا واجبا .

للتذكير أن هذه الحلبة احتضنت فيما مضى عدة نزالات إحترافية في الفن النبيل , حيث عرفت إجراء منازلة بين بطل العالم الفرنسي “مارسيل سيردان ” المعروف بالمقنبل المغربي و بطل إفريقيا حينها الجزائري المرحوم “عمر قويدري” الذي أسال العرق البارد لبطل العالم الفرنسي.

للعلم أن  ملعب حلبة الثيران عاد ليفتح أبوابه من جديد أمام الجمهور للإستمتاع بجمال المعلم و استحضار ذاكرته التاريخية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram