تحرم مجموعة من السكان وسط منطقة “باطيمات طاليان” بحي الصديقية بوهران منذ عشرين يوما من التموين بغاز المدينة و معها مدرسة إبتدائية بذريعة أن أحد السكان قد إعتدى على الشبكة التي شيد فوقها بناية و إن كان باقي السكان و جلهم من الزملاء الصحافيين لا يتحملون وزره.
الإعتداء مرت عليه أزيد من خمس سنوات دون تحرك مصالح سونلغاز ساكنا إلا بعدما وقع الحادثان الأليمان بالبيض و عين ولمان (سطيف) لتهرع إلى قطع التموين من باب الإحتياط و تقترح على السكان المجاورين لمكان الإعتداء تحّمل نفقات عملية مبرمجة لتحويل الشبكة.
السكان المتضررون حتى و إن تفّهموا هذا القرار الإستباقي في البداية يتساءلون لماذا لم يطال فيلات و مساكن أخرى بوهران مشيدة فوق شبكة غاز (100 بار).
كما يحتار هؤلاء الزبائن منذ قرابة ثلاثين سنة لأمر مصالح سونلغاز التي اهتدت فقط لقطع الغاز من منطلق “خير العلاج البتر” دون أن تأبه لحال المتضررين من انقطاع التموين أو البحث عن حل شافي و نحن في فصل الشتاء.
مساعي العائلات المتضررة من القطع لايجاد حل لم تجد لحد الساعة آذانا صاغية لدى مسؤولي سونلغاز الذين إتصلت ببعضهم و راسلت البعض الأخر منهم من مدير الوحدة المعنية إلى الرئيس المدير العام مرورا بالمدير الجهوي.
فلا تدخل مندوب وسيط الجمهورية بالولاية و لا الاتصال بأعضاء المجلس الشعبي الولائي و رئيس ديوان الوالي و رئيس البلدية و مسؤول شرطة العمران و لا المقالات الصادرة في بعض الجرائد توصلت إلى تحريك الأمور و إنصياع سونلغاز إلى التفكير في معالجة هذه الوضعية.
و هي التي يعود إليها اللوم فيما آلت إليه بسبب تقاعسها أو تواطؤ عمال منها في التغطية على الإعتداء و عدم رفع دعوى قضية ضد المعتدي و هو رئيس حزب إختفى فجأة.
المتضررون من قطع الغاز المطالبين بتحمل نفقات تحويل الخط المار تحت البناية المشيدة يرون في تعنت مصالح سونلغاز إستعراضا للعضلات خاصة و أن من بين هؤلاء المتضررين صحافيون.
و هي التي عجزت بوهران حتى في التأمين على تجهيزاتها التي تتعرض للسرقة و التخريب بشكل رهيب.
ألا يستحي مسؤولو سونلغاز بوهران و يراعون سمعة هذا المجمع التي فاقت حدود الوطن و كذا إلتزامهم بتحسين نوعية الخدمات لفائدة الزبون , و أين دور نقابة التي يجب أن يهمها الدفاع عن سمعة و مصلحة المجمع بقدر ما يهمها الدفاع عن حقوق العمال أم أن القطاع العام سائب.
لقد أخطأ المسؤولون المتهورون الذين يظنون أن التحضير و السهر على إنجاح الألعاب المتوسطية المقبلة الذي هو من واجبهم سوف يشفع لهم و إن تمادوا في الخطأ.
الجزائر الجديدة التي يطمح إليها الجميع لا يمكن أن يعتبر فيها أحد أنه ولي نعمة الأخرين و يتنطع و يستأسد إنها جزائر لا تتخلى عن أحد من أفرادها مهما كان مستواه , مناطق الظل أصبحت فيها ترى النور و تأمل في غد أفضل.