أعابت الجماهير الفرنسية الشغوفة بكرة القدم تنامي ظاهرة العنصرية خصوصا بعد الإعتداء اللفظي على المايسترو بلايلي، و عادت بالتالي للأذهان سوق النخاسة في العصور الوسطى حيث بات اللاعب ذو البشرة السوداء يعيّر بلون بشرته و أصبح اللاتينيون يرمى لهم بالموز و أيضا اللاعبين الأتراك يقذفون بقطع الخبز و كلها إشارات مبّطنة تخرج من أفواه بديئة تحركها عقول بائسة .
و بقدر ما أصبحت العنصرية محل احتقار بحد ذاتها في القارة العجوز، قام مسيرو الكرة في أوروبا بإدخال هذا البعبع إلى المختبر، و تم تشريحه و خرج المختصون من مدربين و لاعبين قدامى و حتى علماء النفس و الاجتماع بقرارات ردعية يمكن أن تقضي على الظاهرة من جذورها.
حيث أجمع الإيطاليون على إيقاف المباراة مهما كانت أهميتها في دقيقتها في حالة صدور عبارات الاستهجان العنصرية، و في ألمانيا خرج المختصون بعد حملات تحسيسية بإشراك الجماهير المحبة للكرة كي تكون طرفا في معادلة الكشف عن كل مشجع يشجع العنصرية، و بالتالي منعه من ولوج المدرجات لفترات متفاوتة قد تصل حتى مدى الحياة.
و بعيدا عن القوانين الردعية، دخل اللاعبون أنفسهم في الخط حيث احتضنوا من وصلتهم سهام العنصرية، فمنهم من قضم معهم الموزة التي رميت لهم و منهم من أكل من نفس الخبز الذي قذفوا به.
و حتى وصل بالبعض لتقليد القرود تضامنا مع أصحابهم و هنا انتصرت كرة القدم و كانت سيدة الموقف و راعية للأخلاق كما أريد لها، و بالتالي انهزمت العنصرية الشيطانية مثلما سبق و أن انهزمت على يد نيلسون مانديلا و مالكوم إيكس و مارتن لوثر كينغ دون نسيان المايسترو المرحوم محمد علي كلاي الذي أسقطها بالضربة القاضية .
بالمقابل لا يزال الفرنسيون لم يطبقوا قوانين رادعة اتجاه هذه التصرفات المشينة اتجاه اللاعبين ذوي الأصول العربية على وجه الخصوص , حيث وجب محاربة هؤلاء المتحرشين و منعهم حتى من ولوج مدرجات الملاعب تماما كما تفعل إنجلترا لأنه إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه سوف تسقط بطولة الليغ وان بالضربة القاضية خصوصا و أن معظم لاعبيها من العرب و الأفارقة وهلم جرا من اللاتينيين.
للتذكير أنه حتى جوهرة باريس سان جيرمان “كيليان مبابي” تعرض مرارا لحملات إساءة عنصرية , و حتى زيدان كان يقال عنه فرنسي عندما يفوز بالألقاب و بجّرة قلم أو زلة لسان مقصودة يقال عنه لاعب ذو أصول جزائرية عندما تنهزم فرنسا.