تعتبر زيارة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الى قطر و الكويت خطوة هامة لإعادة بعث أواصر الأخوة و التعاون العربي.
و تشكل هذه الخطوة المباركة لبنة لرأب الصدع العربي و لم شمل الفرقاء ضمن مبادرات و مساعي الرئيس الجزائري الذي كانت له منذ توليه الحكم زيارات متتالية للدول العربية منها المملكة العربية السعودية و تونس و موريتانيا و مصر.
و خلال زيارة الدولة لقطر التي دامت ثلاثة بدعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كانت للرئيس تبون أجندة حافلة باللقاءات الثنائية مع كبار المسؤولين في الدولة إضافة إلى لقاء مع أفراد الجالية الوطنية المقيمة بهذا البلد الشقيق قبل أن يشارك يوم الثلاثاء في القمة السادسة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز التي احتضنتها الدوحة.
و سمحت الزيارة لقائدي البلدين بعقد محادثات ثنائية موسعة تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية و تطويرها في كافة المجالات و لاسيما في القطاعات الاقتصادية و التجارية و الغاز, مع التأكيد على “العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما و يعزز الأمن و الاستقرار في المنطقة و العالم”, حسب البيان الختامي المشترك للزيارة.
كما استعرض الجانبان مستجدات الأوضاع المتغيرة على الساحة الدولية و انعكاساتها على المنطقة العربية, مؤكدين على ضرورة السعي لإرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأمم المتحدة و على إعلاء قيم الوحدة و التضامن بين الدول العربية.
و بالمناسبة, ثمن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “جهود الرئيس تبون و حرصه على توفير الأجواء المواتية لنجاح القمة العربية” المرتقبة في الجزائر مؤكدا “استعداد دولة قطر لمساندة هذه المساعي الحميدة و المساهمة في تحقيق النتائج المرجوة منها, خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية على مختلف الأصعدة”.
كما تم التطرق لآفاق حشد المزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية و لضرورة بلورة حلول سلمية تحقق تطلعات الشعوب العربية “بعيدا عن التدخلات الخارجية.
و أمام المشاركين في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز بالدوحة, أكد الرئيس تبون على أن الجزائر, و منذ أكثر من نصف قرن, “مزود موثوق فيه للغاز الطبيعي, و ما يزال مصمما على البقاء كذلك”, داعيا المنتدى, الذي ستستقبل الجزائر دورته السابعة, ليصبح “أكثر حضورا و حركية في كافة المسائل المتعلقة بالغاز الطبيعي”.
أما خلال زيارته الرسمية إلى الكويت تلبية لدعوة من أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح, أجرى الرئيس تبون محادثات مع أمير البلاد و مع ولي العهد, الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح, تميزت ب “التوافق التام في الرؤى و التطابق الكامل في المواقف حول مجمل القضايا التي تهم البلدين الشقيقين في علاقاتهما الثنائية أو فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة على الساحة العربية”, حسب البيان الختامي المشترك للزيارة.
و تم الاتفاق على “إعطاء زخم أكبر” للتعاون بين الجزائر و الكويت في كافة المجالات, مع وضع الآليات المناسبة و الاتفاقيات التي تعكس هذه الرغبة وترسخ التشاور و التنسيق السياسي و تشجع الاستثمارات المباشرة للقطاعين العام و الخاص و تعزز كذلك التعاون في مجال المحروقات.
و نوه الطرفان بالدور المتميز للجالية الجزائرية المقيمة بالكويت و ب “مساهماتها النوعية في نهضة الكويت و في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.
و بدورها, ثمنت القيادة السياسية لدولة الكويت جهود الرئيس تبون لإنجاح القمة العربية المقبلة بالجزائر, معربة عن “دعمها التام” لهذا المسعى بهدف التوافق على مخرجات تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية.
كما أكد الجانبان على ضرورة إعادة بعث الجهود الرامية لدعم الشعب الفلسطيني و استرجاع حقوقه المشروعة.
و اتفقا على تعزيز الشراكة العربية-الإفريقية و التنسيق بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية و الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل دعم مشاريع تنموية في الدول الإفريقية ولا سيما دول الساحل و الصحراء.
و دعا السيد تبون كلا من أمير قطر و أمير الكويت الى زيارة الجزائر, و هي الدعوة التي تم الترحيب بها.
و يرى المتتبعون في هذه الزيارة لبلدين عربيين مؤشر خير في شتى المجالات السياسية و الإقتصادية و الثقافية و الرياضية بالنظر لما تتوفر عليه البلدان العربية من طاقات تحتاج إلى استغلال و توظيف.
الجزائر التي تعتز بانتمائها العربي و كذلك الإفريقي كانت لها مواقف مشرفة و حكيمة إزاء كل القضايا و الأوضاع التي تهم أمن و سلامة الدول العربية و القارة السمراء.
و هي تسعى اليوم جاهدة لتفعيل التعاون العربي و الإفريقي في كل الميادين بما يخدم مصالح شعوب المنطقة في عهد التكتلات و البحث عن الشراكة المربحة و عن التخلص من التبعية و الإستغلال.