ما قل ودل

المقال لا تزال ترافق الباهية في حكاية تاريخها…وهران في عهد الحفصيين و المرينيين و الزيانيين

أثار مرينية تبقى شاهدة في مدينة وهران

شارك المقال

الجزء الرابع

في سنة 658هـ/1248 م استقر أبو علي بن خلاص والي سبتة بوهران فخطر بباله أن يسافر إلى تونس ليخضع للسلطان أبي زكرياء على متن سفينة من سفن الأسطول الحفصي التي كانت أرست بالمدينة , فنظم الوهرانيون  حفلة كبيرة على شرف ضباط الأسطول و ابن خلاص فكان الغذاء متوفرا إلى الغاية حتى مات والي سبتة من كثرة الأكل قال ابن خلدون أنه أكل التين بكثرة و أصيب بالمغص في الحين و توفي بعد ساعات قليلة .

نجهل إلى متى خضعت وهران لحفصيي تونس و لكننا نعرف أنها كانت تحت سلطة ملك تلمسان عندما هاجمها السلطان المريني يوسف بن يعقوب في سنة 685هـ/1296 م .

وبعد خمس سنين كلف نفس الأمير أخاه باحتلال المدينة بينما كان هو يحاصر تلمسان و بعد حصار دام مدة قليلة فتحت وهران أبوابها للمرينيين .

نجهل كم من سنة دام التواجد المريني و ما نستطيع قوله هو أنه في سنة 732 هـ /1331 م بعث سلطان فاس جيشا من وهران تحت قيادة محمد البطيوي والي ناحية وهران ليساعد الجيوش الحفصية  التي كان أبو تاشفين أمير تلمسان يحاصرها ببجاية.

ثم خضعت وهران إلى الدولة الزيانية بدون أن نعرف بالضبط متى وقع هذا الحدث غير أنه في سنة 736 هـ /1334 م سقطت بيدي السلطان المريني أبي الحسن أي بسنة قبل تلمسان.

و في سنة 748هـ /1347 م استقبلت هذا الأمير الذي كان يستعد لغزو إفريقية و في نفس الوقت جاءت وفود من مناطق تونسية مختلفة و من الشخصيات التي زارتها نذكر أحمد بن مكي أمير جزيرة جربة و يحي بن يملول والي توزر و أحمد بن عبيد قائد قفصة و عدة قادة آخرين من بينهم يوسف بن منصور والي الزاب و قائد قبيلة الدواودية و جاءوا جميعا يبايعون أبا الحسن و يقدمون له احتراماتهم  و خضوع محمد بن ثابت أمير طرابلس الذي ما استطاع أن يجيء إلى وهران نظرا للبعد. فابقي أبو الحسن على أحمد بن مكي أمير جربة.

و أثناء إقامته في وهران لاحظ أبو الحسن أن العدو كان يستطيع أن يفاجئ هذا الميناء بدون أن يتعرض لخطر كبير فأمر بتشييد حصنين : البرج الأحمر  و برج المرسى و قبل ذهابه عين القائد عبو بن سعيد بن أجانا على رأس ناحية وهران .

وفي سنة 750هـ/1349 م شهدت وهران للمرة الثانية إقلاع أسطول متوجه من بجاية و كان هذا الأسطول قد وضع تحت تصرف أبي عبد الله محمد الأمير الحفصي من طرف أبي عنان إبن أبي السلطان المريني أبي الحسن الذي كان أشاع بموت أبيه بعد البلية التي كانت أصابته بإفريقية و بويع كسلطان فكان هذا الأسطول مكلفا بمساعدة الأمير الحفصي في استرجاع مملكته .

وفي نفس السنة حاصر أبو ثابت أمير تلمسان الزياني المدينة بجيش كان يضم في صفوفه وحدات من قبيلة بني عامر و بني راشد.

فكان لعبو بن سعيد والي وهران علاقات سرية مع بني راشد و في أحد الأيام هجم الوهرانيون على محاصريهم هجوما عنيفا فوقعت معارك دامية بين الجمعين ولكن عندما حمى الوطيس انهزم بنو راشد و جروا معهم الوحدات الزيانية الأخرى و في هذا الانهزام قتل عدد كبير من قادة الجيش التلمساني و ما نجا السلطان أبو ثابت  إلا بفضل سرعة فرسه .

وفي جمادى الأولى سنه 750هـ/ شهر أوت 1349 م حاصر أبو ثابت من جديد المدينة التي كان على رأسها علي بن أجانا أخو عبو ففتحت أبوابها بعد مقاومة قصيرة فنجا علي بن أجانا هو وأهله و أذن له بالرجوع إلى المغرب الأقصى .

و بعد سنتين سقطت وهران بين أيدي أبي عنان سلطان فاس فعين علي بن أجانا من جديد واليا على وهران , ذكر إبن خلدون إن علي بن أجانا خدم سلطانه بإخلاص فكان كل سنة يسلم له مبلغ ضرائب الناحية .

فحكم وهران ثماني سنين ولم يهّدده ملوك تلمسان إلا في سنة 760هـ/1359 م حيث بعث أبو حمو الثاني وزيره الحاج موسى ليحاصر المدينة فقاوم الجيش المريني مقاومة صارمة لأن قائد الخيل المريني عمر بن ماساي كان قد نزل المدينة  وفي يوم 10 مارس , قام بالخروج في رأس الجيوش المحاصرة و استطاع أن يهزم الزيانيين فأظهر الحاج موسى شجاعة كبيرة لكنه ألقي عليه القبض.

و في 20 أفريل من نفس السنة سمع أحمد بن أاجانا الذي كان قد خلف أاباه علي بأن الجيش المريني انهزم انهزاما شنيعا بوجدة فخاف لأن جميع قبائل المنطقة كانت تركته فأراد أن يركب البحر و لكنه لم يجد مركبا واحدا في المرسى حينئذ تنكر و انصرف و لكن عرفه ناس فألقوا القبض عليه و سلّموه للسلطان الزياني و أذن له بالرجوع إلى المغرب الأقصى .

و في شهر جويلية 1360م فتح أبو عمران موسى قائد من قادة أبي حمو الثاني ملك تلمسان وهران و قتل الجنود المرينيين الذين كانوا بها و بعد مدة استطاع ابن اجانا أن يفتح وهران بمساعدة الأسطول المريني .

 

في تسلسل لحلقات تاريخ الباهية الثري…وهران تحكي أسرارها مع الزيريين و المرابطين

يتبع
Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram