ما قل ودل

جرائمه تدّرس في علم الإجرام…بومهراز القاتل المتسلسل الذي أرعب وهران

المدعو بومهراز على يمين الصورة و الآلة التي يقترف بها الجرائم

شارك المقال

عرفت مدينة وهران خلال ستينات القرن الماضي عدة جرائم قتل راح ضحيتها مجموعة من النسوة خاصة في وقت الظهيرة أين كان القاتل المتسلسل يتسلح بيد المهراز و هو نوع من الأواني النحاسية التي تستعمل لطحن التوابل و يبلغ وزنها حوالي كيلوغرام  حيث أوقف المعني بعيار كيلو من الحديد الذي يستعمل لوزن الخضر و الفواكه على مقاس هذه بتلك .

القصة بالضبط تعود لسنوات الستينات أين كان المدعو دحو سعيد و هو شاب في ذلك الوقت يتلذذ بسرقة النسوة في وهران و يجردهن من مصوغاتهن و مجوهراتهن و لم يكتف بذلك بل كان يجهز عليهن أيضا .

حيث كان المعني يتنّكر بزي عمال سونالغاز و يأتي للبيوت في وقت الظهيرة بحجة أخذ أرقام عدادات الكهرباء و هنا يقوم بدّق الجرس بعدما يتيقن بعدم وجود شخص آخر إلى جانب الضحية عقب تحريات يقوم بها لعدة أيام قصد تنفيذ جريمته و هنا يدق الجرس و أثناء أخذ رقم العداد يلحق بضحيته نحو العالم الآخر باستخدام يد “المهراز”  .

هذه الجرائم المتسلسلة حسب الأرشيف التي راحت ضحيتها 18 إمرأة أرّقت أجهزة الأمن حينها و باتت تترصد صاحبها دون جدوى لكن الصدفة أو إكتمال قصة الشر هذه مكنت بائع خضر و فواكه في دار الحياة من أن يوقف مسلسل الرعب الذي راحت ضحيته عدة نسوة على طريقة القصة المأساوية المصرية “ريّا و سكينة ” .

حيث أن القدر جعل من إحدى النساء التي تسكن في دار الحياة و التي كان يعمل زوجها مفتشا بمديرية التربية و التي ترصدها المجرم بومهراز و لما جاءت ساعة الصفر و دّق جرس الباب كي يقوم بفعلته , تفطنت له هذه السيدة و لم يستطع إستكمال جريمته نظرا لصياحها و صراخها الذي أيقظ الجيران في وقت الظهيرة .

و أثناء هروب المجرم من السلالم  الحس المدني لدى أحد الباعة المتجولين المدعو بلقاسم جعله يصطاد “بومهراز” بأحد الأوزان من المرّجح أن تكون ذات وزن كيلو في الرأس , ليصرع المجرم و يسقط مغشيا عليه و لم يستفق إلّا و عناصر الشرطة تحاصره , و بعد التحقيق الجنائي إنهار المعني و اعترف بجميع جرائمه و بالكيفية التي تم شرحها في الأعلى .

و اعتبرت هذه الجرائم من بين الأخطر التي شهدتها مدينة وهران في ستينات القرن المنصرم , و نفذ حكم الإعدام حينها في هذا القاتل المتسلسل لتصبح حكايته بمثابة فيلم رعب خصوصا لدى النسوة في ذاك الوقت , للإشارة أن الحاجة التي نجت من مكيدة “بومهراز ” حينها عاشت بعد إعدام المجرم لمدة خمسين سنة حيث توفاها الله ذات جمعة بتاريخ 26 أبريل 2019 .

لتصبح جرائم هذا السفّاح المدعو “بومهراز” تدرس في علم الإجرام الجنائي للطريقة المهوسة التي كان يجهز بها على ضحاياه و كيفية سلبهم مقتنياتهم لعل أبرزها المجوهرات .

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram