مّرت عليه أساطير الرياضة الوهرانية سابقا و حتى في الوقت الحالي من عيار الملاكم الدولي محمد بودشيش و اللاعب النخبوي داود سفيان و البطلة الأولمبية نورية بنيدة مراح و حتى بغداد بونجاح و يوسف بلايلي الذي اتخذ منه مطّية للعودة مجدّدا للمنافسة بعد سنتين من التوقف حيث كان يجري تدريباته المكثفة في هذا الملعب .
إنه مركب “ميلود هدفي ” الواقع بحي مارافال في وهران الذي رغم حمله هذه التسمية التي تشير للأسطورة الكروية أيام زمان خلال المجد الكروي الذي عاشته مدينة الباهية , إلا أن هذا الصرح الرياضي أصبح في طي النسيان و لنقل أكل الدهر عليه و شرب حيث بات كالجسد بلا روح و بقي على عهده و شكله منذ تسليمه .
ور غم احتضانه لأطفال و شباب و حى شيّاب وهران من الجنسين الذين يأتون يوميا لممارسة الرياضة , إلا أن ذات المركب أضحى لا يحوي مرافق توحي بأنه ميدان لممارسة الرياضة بدءا بعدم حمله للافتة توحي بأنه ملعب حيث نزعت منه اللافتة الإسمية نازعة منه هويته و لا يملك حتى الإضاءة الليلية .
و باتت أرضيته التي أعيد فرشها العشرات من المرّات بالعشب الإصطناعي من مختلف الأجيال سيئة للغاية , نتيجة كثافة التدريبات على أرضيتها لفرق كرة القدم العديدة و المتعددة من مختلف الأصناف .
أما عن القاعات الرياضية فهي نفسها تعاني الإهمال فلا نوافذ و لا أبواب تقي ممارسي الرياضات القتالية شّر البرد و لهيب الشمس في مختلف الفصول , علما أن هذه القاعات تتلمذ فيها خيرة الرياضيين النخبويين من عيار عبد الحميد تروزين الذي شرّف الجزائر مرات عديدة في المحافل الدولية و غيره كثيرون ممن اضطروا للتقاعد المسبق و الإعتزال عن كل حركة رياضية نتيجة سوء الظروف في مركب “هدفي ميلود ” .
و يتساءل الوهرانيون و على رأسهم أبناء حي مارافال الشهير الذي زوّد النخبة الوطنية بخيرة عناصرها و لحد الآن لا يزال يخدم الرياضة الجزائرية , عن سّر استثناء مركب ميلود هدفي من قائمة المركبات في الصيانة التي تزامنت مع ألعاب البحر الأبيض المتوسط علما أن ميدانه كان بإمكانه احتضان منافسات ألعاب القوى كيف لا و هو الذي عرف تدريبات البطلة الأولمبية بنيدة مراح قبيل تتويجها بذهبية أولمبياد سيدني .
فما سّر الإستهتار الممنهج بهذا الصرح الرياضي الذي بإمكانه احتضان أكاديمية أو أكاديميات في كرة القدم , و مختلف الرياضات خصوصا و أنه محاط بعدة مدارس و متوسطات و ثانويات و التي تعتبر خزانات للنخبة الوطنية و الجواب حتما سوف يكون عند الجهات الوصية و للحديث بقية …