صدر مؤخرا عن دار القدس العربي كتاب للدكتور مختاري خالد الموسوم ب ” الشعر العربي الحديث من الزمن العروضي إلى الزمن التركيبي” من جماعة الديوان إلى جماعة أبولو و هو عبارة عن دراسة لأهم الحركات التجديدية التي عملت على النهوض بالقصيدة العربية الحديثة شكلا و مضمونا.
ففي مرحلة حساسة و خطيرة شهدتها مصر في القرن ال 19 , حدثت معركة أدبية و صراع جلي بين حركة البعث العربي الحديثة (القديم ) يقودها أحمد شوقي و حافظ إبراهيم و سامي البارودي و صادق الرافعي ضد الحركة الجديدة المتمثلة في جماعة الديوان (عبد الرحمن شكري و عبد القادر المازني و عباس محمود العقاد ) و جماعة المهجر ( جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة و جماعة أبولو لمؤسسها أحمد زكي) .
و لمّا كان الشعر العربي عند بداية النهضة لا يزال يعّبر عن أفكار عصر سابق و بلغة الأمس , استرعى انتباه جماعات تجديدية ( جماعة الديوان و جماعة المهجر و جماعة أبولو ) فبلورت رؤية تجديدية لتصبح واقعا أدبيا.
كان لا بد من تتبع مسار حركته و مسايرة تطوره , المسار الذي بذلت هذه الجماعات كل جهودها الشعرية و النقدية من أجل تحقيقه , فأعلنوا حركة متمردة لتصحيح مسار الأدب العربي الطبيعي من خلال ميلاد اتجاه أدبي يخالف تماما الإتجاه السائد الذي كان يقوده احمد شوقي .
و كانت البداية الجّدية لتفاعل الشعر العربي الحديث مع الشعر العالمي الحديث فنقلت الشعر العربي الى الحداثة .
و قسم الدكتور مختاري خالد دراسته إلى ثلاثة فصول حيث بيّن في الفصل الأول من الكتاب كيف أخذت جماعة الديوان باعتبارها الجماعة التجديدية الأولى على نفسها خلق المسار الشعري الموازي لمسار الشعر العربي القديم و بيّن المؤلف في هذا الفصل موقف جماعة الديوان من التراث و الحداثة في الشعر و موقفها من شعر شوقي و موقف النقد الحديث من أراء جماعة الديوان و حملة الجماعة على شعراء النهضة .
و تناول الفصل الثاني تيّارات الشعر الحديث و منها التيار الرومانتيكي الذي بدأ ينظر إلى الأدب على أنه تعبير عن النفس الإنسانية في مختلف حالاتها , و تناول أيضا في هذا الفصل مضمون القصيدة الجديدة المتسمة بالنزعة التأملية و الإنسانية و الطبيعية و تحّدث الدكتور عن أهم القضايا التي شملها تجديد الشعر العربي الحديث .
و في الفصل الثالث و الأخير تناول المؤّلف قضايا التجديد في الشعر العربي الحديث من تجديد شكل القصيدة و القافية و في عروض الشعر و في اللغة و الألفاظ .