ما قل ودل

أرشيفهم يشهد لصالح تاريخنا

صورة تحكي هجوم الأسطول الجزائري على سواحل هولندا و في الجهة المقابلة فرسان البحرية الجزائرية

شارك المقال

بعيدا عن الحرب الدائرة رحاها في أقصى شرق القارة العجوز , يجب أن نذّكر أنفسنا و إياكم و غيرنا ممن قالوا بأن تاريخنا مرتبط بمجرد وصولهم فإن تاريخ الجزائر مليء بالملاحم ليست فقط التي دوّنت ما قبل التاريخ في عهد صيفاكس مثالا لا حصرا , و لا في التاريخ الوسيط أين فتحت الأندلس بتفكير طارق الجزائري و بسواعد جرائرية .

بل الأمثلة عديدة و متعددة لكن للأسف المناهج الدراسية لا تحوي معظمها , و هنا استوقفتني إحدى المعلومات و أنا أطالع تاريخ أسلافنا و أجدادنا الذين كانوا كلهم يعرفون القراءة و الكتابة بل برع معظمهم حتى في فنون الرياضيات و الفلك التي ترجموها في أعالي البحار , حيث كانوا ربابنة و ملاّحين و جنود الجزائر المحروسة  يذودون دفاعا عنها حتى خارج معاقلها .

نعم المعلومة التي سوف نذكرها ثابتة تاريخيا و علميا و أصلها نجده عند المؤرخين في أوروبا الذين باتوا معيارا لبعض من يتنكّرون لجزائريتهم .

حيث يقول ريفتيليوس أحد ناقلي الوقائع التاريخية في القارة العجوز بالحرف الواحد ما يلي : “أعلنت الجزائر الحرب على هولندا سنة 1686، في عهد الداي الحاج حسين , وغنمت منها البحرية الجزائرية سفنا هولندية، بحيث من كثرتها لم تأخذها معها كلها إلى الجزائر ، بل أغرقت كثيرا منها في البحر، بعد أن أفرغتها من حمولاتها، وتركتها خلافا لعادتها، في القنال بين فرنسا و بريطانيا ، مما أتعب عمال القنال الفرنسيين مدة طويلة “.

و يضيف نفس المؤرخ أيضا “عاث الأسطول الجزائري فسادا في الأسطول الهولندي حتى في هولندا نفسها، وتعقّبه في البحار خارجها، وخنق التجارة الهولندية داخليا وخارجيا، والسطو عليها، وبيعها في أسواق إنكلترا بموافقة ملك بريطانيا “.

و عملا بمبدأ تقّصي الحقائق من خلال تدقيقنا في معجم التاريخ في فصل بطولات الجزائر وجدنا في معظم صفحاته أنه قد أعلنت الجزائر مرّات ومرّات الحرب على هولندا .

و يقول بشأن ذلك المؤرخ ريفتيليوس ” ما قامت به البحرية الجزائرية خارج قواعدها يدل على عظمة القوة الجزائرية “.

وإذ ذاك أصدرت هولندا أمرا بمقاطعة سفن الجزائر في الموانىء الهولندية ، ولكن ملك بريطانيا فتح موانئه للجزائريين، مما أسخط عليه العالم النصراني .

ويقول المؤرخ غاليبير: ” هولندا فقدت خلال تلك المدة أكثر من ثلاثين سفينة كبيرة، محّملة بأثمن البضائع، مما اضطرها إلى استرضاء الجزائر بالهدايا، إلى أن جّددت معها هذه الأخيرة المعاهدة سنة  1712 “.

نعم يا سادة هذا هو التاريخ للذي يريد قراءته و التنقيب عنه بالطريقة الصحيحة و لنا في ملاحم الجزائر عودة من خلال عمود ما قل و دل فانتظرونا .

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram