توّشحت مدينة وهران منذ يوم أمس برداء أحمر جرّاء العاصفة الرملية الهوجاء التي ألّمت بالمناطق الغربية قادمة من أقصى الجنوب , حيث كان لهذا التغير المناخي وقعا رهيبا على ساكنة وهران خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة .
حيث أحصت مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى وهران الجامعي إسعاف 100 حالة اختناق بسبب الغبار و الأتربة المتناثرة حيث أن جل هذه الحالات تعاني من أمراض تنفسية مستعصية لعل أبرزها مرض الربو .
و توافد المرضى منذ صباح أول أمس بعد نصف ساعة من بداية الزوابع الرملية , وقد قام الطاقم الطبي والشبه الطبي بالتكفل بالمصابين ،مع إبقاء بعض الحالات تحت العناية حتى تستقر حالتهم الصحية ،منها مرضى الربو والإلتهابات الرئوية الحادة، وكذا المرضى المصابون بأمراض أخرى، كالسكري والضغط الدموي، حيث تتراوح أعمار المصابين مابين 21 و80سنة.
و دعا الأطباء المواطنين خاصة المصابين ببداء الربو إلى تفادي الخروج من البيوت أو مقرات عملهم إلاّ عند الضرورة كي لا يتّعرضون إلى اختناقات وصعوبة في التنفس.
و حسب بعض العاملين في المصلحة المذكورة فإن طاقة المستشفى يمكن أن تصل لحالة التشبع في حالة تواصل نفس الجو المناخي و أيضا توافد العديد من الحالات الأمر الذي سيؤدي حتما لحالة إستنفار قصوى من قبل الفرق المعالجة .
للإشارة أن معظم الحالات تلّقت عدة جرعات من الأوكسجين و كذا حقن من نوع “السوليميدرول ” .
و دائما فيما يخص آثار الزوبعة الرملية فلقد خلّفت حالة من الترّقب و الخوف , خاصة لدى أصحاب البنايات الهّشة التي يتخوف أصحابها من أي انهيارات مفاجأة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه .
خصوصا و أن إحدى البنيات المتواجدة في شارع “جبهة البحر ” قد تصّدعت إحدى جدرانها و تهاوت الشظايا في الشارع الرئيسي المؤدي إلى نهج “اللوبي ” في وسط المدينة , و لحسن الحظ أن الشارع كان خاليا من المارة , حيث سجل تحطيم واجهة إحدى السيارات التي كانت مركونة في قارعة الطريق .
بالمقابل و حسب جولة استطلاعية قامت بها جريدة “المقال ” فلقد تحولت مدينة وهران برمّتها إلى اللون الأحمر , الأمر الذي أعطى لأصحاب الفضول من المصّورين فرصة لالتقاط صور قد تكون أرشيفا لمناظر المدينة مستقبلا .