إذا كانت الرياح معروفة دائما بالتغيير في ملامح الطبيعة من خلال تعرية الصخور و تغيير إحداثيات الأمور , فإن رياح “السيروكو” التي هبّت مؤخرا إنطلاقا من الصحراء الجزائرية عرّت الحقائق و أثبتت مرة أخرى جرائم فرنسا و ما ألحقته بالجنوب الجزائري فالبعض حتما سيتسائل كيف لعوامل طبيعية أن تقف لصف الجزائريين و تلقي تهمة الجريمة على الفرنسيين .
نعم يا سادة إن الرياح التي هبّت مؤخرا على مختلف المناطق الشمالية للوطن و التي توشحت من خلالها مدن الساحل الشمالي لبلادنا بوشاح برتقالي إمتد صداها حتى شبه الجزيرة الأيبيرية و حتى المناطق الجنوبية لفرنسا .
جعلت نتائج مخابر العلماء الفرنسيين الذين قاموا بفحص الغبار المتطاير الذي وصل لمناطقهم الجنوبية يجدون مثلما ستجدون في أسفل رابط المقال جزيئات ” السيزيوم 137″ التي عند مرافقتها للأتربة تبقى تسبح في الهواء و لكل من يريد معرفة سّر هذه التركيبة فهي ناتجة عن نشاط إشعاعي إذ أنها لا تدخل في مكّونات الرمال الصحراوية .
و هذا ما يؤكد أن السّر وراء تواجدها يكمن وراء تفجيرات رقان النووية التي أجرتها فرنسا الإستعمارية في الأراضي الجزائرية , ليبقى الرمل نفسه يشهد كما يشهد عموم الجزائريين على حجم الدمار و العبث على ما خلّفته الحملة الإستعمارية التي قادتها فرنسا في الجزائر .
فمهما فعلت فرنسا لمداراة أعمالها الجبانة فالجزائر تحمل ذاكرة لن تطمس , فحتى و إن مات الأحياء الذين عايشوا تلك اللحظات الرهيبة خصوصا الأسرى الذين سيق بهم لمذبح مكان الإنفجار النووي في رقان و استخدموا كعيّنات “كوباي “حيّة سوف تشهد دمائهم التي اختلطت برمال الصحاري الجزائرية لتعلم فرنسا أن حقيقتها عرّاها البشر و الجماد و الحيوان.
فمن خلال الفيديو المعروض من قبل إحدى الناشطات في مجال حقوق البيئة في فرنسا وثقت بالصوت و الصورة هذه الوقائع البغيضة التي تريد فرنسا التنّصل منها , و طالبت إعترافا ضمنيا من سلطات بلادها على جرائمها في حق الجزائريين للأمانة التاريخية مثلما هو الشأن لتفجيرات ميروروا في المحيط الباسيفيكي أيضا .
و على مقاس مقولة أنه لن يضيع حق وراءه طالب , باتت رمال صحرائنا في كل موسم و من خلال كل زوبعة تثور لترسل برسالة رملية نحو الأراضي الفرنسية لتذكيرها بماضيها الإستعماري الجبان .