حاولت جريدة المقال تسليط الضوء على التجربة الفتية للتعليم الإلكتروني , و معرفة ماهي أكبر التحديات و المعوقات التي تواجه تطبيق هذا النمط من التعليم, فوجهت سؤال محوري إلى الطلبة , إلى أي مدى وصلت إليه اعتماد أول تجربة للتعليم عن بعد في جامعة التكوين المتواصل ؟ .
إستبيان استهدف مجموعة من طلبة ليسانس تخصص الإعلام و الإتصال بمركز وهران المستفيدين من التعليم الإلكتروني , و خرج الاستبيان بنتائج أهمها نجاح التجربة عمليا لكن تبقى الطريقة تطرح بعض المشاكل وأمور أخرى تم تفصيلها في المقال.
صرحت الطالبة “ساكت أمينة” للمقال أن من المشاكل التي صادفتها خلال مشوارها الدراسي هذا العام مشكل تقني في الأرضية إذ يصعب الولوج إليها في الكثير من المرات زيادة على ضعف تدفق الانترنيت و مشاكل بيداغوجية منها عدم التنسيق بين دروس الأرضية ودروس التجمعات حتى أن الأساتذة المرافقين يعترفون لطلبتهم أثناء توجيه لهم بعض الإستفسارات أنهم لا يدخلون إلى الأرضية و لا علم لهم بالدروس المبرمجة فيها .
كما اشتكت ذات الطالبة من الضغط الممارس على الطلبة من لدن القائمين على الأرضية فهم مجبرون على إنجاز عدة نشاطات في ظرف وجيز كإنجاز بحث في كل مقياس , و الإجابة على أسئلة كل مقطع و التفاعل الدائم عبر المنتدى ولم يراع جانب أن أغلب الطلبة موظّفين .
و لم تخف الطالبة “والي خديجة” أن إتاحة لها فرصة مزاولة التعليم عن بعد حقّق لها حلم راودها منذ الطفولة في أن تصبح إعلامية ، و سيسمح لها متابعة التخصص في تلقي أصول و مهارات الإعلام من لدن أكاديميين موثوقين و مضمونين .
و عن نوعية هذا التعليم و طريقته الهجينة فاعتبرت ذات الطالبة أنه مناسب لها ، فقد استفادت منه كثيرا و استطاعت أن تعتمد على نفسها في البحث العلمي لا سيما العلوم الإنسانية و بخاصة تخصص إعلام و اتصال .
و أثنت والي خديجة على القائمين لإنجاح هذا النمط من التعليم في ولاية وهران لما يبذلونه من جهود و سعيهم إلى تبديد العقبات التي صاحبت بدايات تطبيق التعليم عن بعد .
و اعترفت الطالبة “خضرة عقيبة” أنه و رغم كل الضغوط لكن تبقى تجربة التعليم عن بعد فريدة من نوعها وهي جديرة بتوسيعها , و أشارت أنه بالنسبة للجزائر هناك فجوة في استخدام نظام التعليم الإلكتروني بالمؤسسات التربوية ، يرجع إلى عدم الإهتمام الكبير بالتكنولوجيا ونقص تفعيل تقنياته، فلم يحدث أثرا كبيرا في الميدان .
مما يتطلب ضرورة توفير البنية التحتية لهذا النوع من التعليم التي تتّمثل في إعداد الكوادر البشرية المدّربة وخطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد على نقل هذا التعليم من مكان إلى آخر ووضع البرامج التدريبية اللازمة لتدريب المعلمين والطالب والإداريين للإستفادة القصوى من إمكانية هذا النوع من التعليم.
و اعتبر الطالب ( و. ق ) التجربة ناجحة إلى حد بعيد وفرصة أتيحت لمن لم يحالفهم الحظ في إتمام دراستهم سابقا , و رغم أنه ثمّن مجهود القائمين على مستوى مركز وهران و إدارة جامعة التكوين المتواصل , إلا أنه أصّر على تقديم جملة من الملاحظات لتحسين مردود نمط التعليم عن بعد مستقبلا منها الحجم الكبير في الدروس في الأرضية مقارنة بوضعية هؤلاء الطلبة الذين يعملون ولهم مهام اتجاه عائلاتهم .
و تمنى لو اهتم المسؤولون بالنوعية على حساب الكمية و اقترح نشر تصحيح نموذجي للأنشطة لوقوف الطالب على النقائص و إشراك أساتذة كل مركز في المناقشة كل في مجال تخصصه و إلغاء الامتحانات التقييمية مع أخذ بعين الاعتبار نقاط الأنشطة أو العكس.