في خرجة مفاجئة و في نفس الوقت محيرة أعلنت الحكومة الإسبانية عن تأييدها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية الذي اقترحته المغرب.
يحدث ذلك في ظرف حرج و متدهور تميزه أزمة غاز في أوروبا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية و تداعياتها على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية ببلدان أوروبية منها إسبانيا التي خرج إلى شوارعها يوم أمس السبت آلاف المواطنين احتجاجا على غلاء المعيشة.
فهل التغير المفاجئ في موقف الحكومة الإسبانية التي ظلت لعقود تلتزم الحياد إزاء القضية الصحراوية ناتج عن سوء تقدير أم هناك في الأمر شيء ما.
لا يعقل أن تكون هذه سقطة تحت ضغط الديبلوماسية المغربية التي تستعمل ورقة الهجرة الشرعية.
في رد فعل سريع أكدت رئاسة الجمهورية الصحراوية أن الموقف الاسباني الاخير تجاه قضية الصحراء الغربية “انحراف خطير” يتعارض مع الشرعية الدولية, محذرة من التبعات “لانصياع مدريد للابتزاز المغربي” و لطلبه التضحية بالشعب الصحراوي مرة أخرى.
و نقلت وكالة الانباء الصحراوية عن بيان الرئاسة أمس الجمعة, أن الموقف الاسباني “يؤيد الإحتلال و يشجع العدوان و سياسة الأمر الواقع و الهروب إلى الامام و يحاول تشريع القمع و جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية و نهب الثروات التي يواصل المغرب تطبيقها ضد الشعب الصحراوي و خرقا لقرارات الشرعية الدولية”.
و جاء في البيان: “بكثير من الاستغراب, اطلعت حكومة الجمهورية الصحراوية و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب (جبهة البوليساريو) على محتوى البيانين الصادرين عن المحتل المغربي و حكومة القوة المديرة الاسبانية”.
و اعتبر البيان, الموقف المعبر عنه من لدن الحكومة الإسبانية “يتناقض بصفة مطلقة مع الشرعية الدولية”, مذكرا مجددا بأن الأمم المتحدة و الإتحاد الافريقي و الإتحاد الأوروبي و محكمة العدل الدولية و محكمة العدل الأوروبية و كل المنظمات الإقليمية و القارية لا يعترفون بأية سيادة للمغرب على الصحراء.
و اعتبر البيان الصحراوي أن ما يحدث -في اشارة الى الموقف الاسباني الجديد الذي يزعم أن خطة الحكم الذاتي المغربية تمثل “أفضل خيار” لحل النزاع- “يأتي ضمن سياق أكثر خطورة يمر به النزاع في الصحراء الغربية بعد اندلاع الحرب.
و من جهتها قررت الجزائر استدعاء سفيرها بمدريد من أجل التشاور بأثر فوري, عقب تصريحات صدرت عن أعلى السلطات الاسبانية تشكل “تحولا مفاجئا” في موقفها بخصوص ملف الصحراء الغربية, حسبما أورده السبت بيان لوزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج.
و اوضح البيان ان “السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الاسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية و تفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية, قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري.
بالنسبة للعديد من الملاحظين و المتتبعين الموقف الأخير للحكومة الإسبانية من قضية الصحراء الغربية لا يستند إلى أي منطق اللهم إلا أن في الأمر سر ستكشف عنه الأيام. حتى بعض الأوساط الأوروبية استقبلت هذا التحول في الموقف الإسباني بدهشة حيت راحت وكالة الأنباء الفرنسية تعلق عليه و تصفه ب “المحير”.