ما قل ودل

جريدة المقال تستضيف رشيد أور…مواطن برتبة إعلامي و مؤّرخ

رشيد أور رفقة المدير العام لجريدة المقال

شارك المقال

ضيفنا يمكن اعتباره مؤرخا للتاريخ الشفهي أو مصّححا لبعض المفاهيم و العبارات التاريخية و كل ما التصق بالتاريخ الجزائري عموما و الوهراني على وجه الخصوص من شوائب و منذ دخول ضيفنا عالم اليوتيوب من خلال تدخلاته العفوية معظم الأحيان لمناقشة أمر ما لاقى القبول لدى العامة و أضحى مرجعا في مجال التاريخ .

و بفضل تدخلاته الصائبة التي لاقت قبول لدى العامة أصبح نجما تلفزيونيا بلا منازع حيث أصبح فاعلا في مجال التاريخ الذي يرويه بطريقة سلسة فيمزج في رواياته العامية ببعض كلمات اللغة العربية الفصيحة و في بعض الأحيان يعّرف على موضوع ما بلغة فرنسية راقية مما جعل صداه يصل للصغير قبل الكبير و للماكثة في البيت و المرأة العاملة في شتى المجالات و حتى الشيوخ و العجائز باتوا من متابعيه .

ضيفنا في هذا الحوار الذي صّرح لنا بأن سبب قبوله من قبل العامة كان لتعطش الجمهور المثقف و ما دون ذلك من مختلف الشرائح لتقبل تاريخ بلاده لكن المعني عرف كيف يؤّرخ لشخصيات صنعت التاريخ سواءا بصفة إيجابية أو بصفة سلبية إضافة إلى تأريخه حول العبارات المتداولة في الموروث الشفهي الحالي و التي لا نعرف سّرها لحد الآن لكن ضيفنا عرف كيف يفك رموزها تماما مثلما فّكك العالم “شومبليون ” رموز الكتابة “الهيروغليفية ” لدى الفراعنة .

فأصبح المواطن بفضل شروحات المعني يعرف من أين جاءت كلمة “دونغريا” , “المقلش ” أو “يا حوجي ” و كذلك ” مطراني ” “قش بختة و فناجين مريم” كل هذه المعلومات و أخرى آثرنا معرفتها عن كثب من خلال دردشة وسباحة حرة في التاريخ أبهرنا فيها السيد شلابي رشيد إبن مدينة  وهران .

بداية مرحبا بك ضيفا عزيزا على جريدة “المقال “؟                  

-يجيبنا بلكنة وهرانية- يطّول عمرك خويا و بارك الله لكم في هذا الصرح الإعلامي الذي نتمنى له دوام التألق في مجال الإعلام الهادف.

أولا ما سّر تسمية “رشيد أور ” فهل للأمر تفسير ما ؟

ماذا عساني أن أجيب فأقول أن ذات التسمية مثل الشهرة التي اكتسبتها جاءت بصفة اعتباطية عفوية فأنا كنت بعيدا كل البعد عن العالم الإفتراضي حتى جاء أحد الأصدقاء و طلب الإذن من شخصي بأن ينشأ لي حسابا على النت و لم أكن متحمسا لذلك و مع إصراره آثر أن يسمي الحساب باسمي و أضاف رمز “أور” و هذا كل ما في الأمر فلا يرمز “أور” للذهب مثلما يشاع بل الأمر كله أو القصة كلها مجرد صدفة أتت بأكلها.

الآن حدّثنا عن كيفية اكتساح العالم الافتراضي في ظرف وجيز ؟ 

و الله مثلما قلت كل شيء حدث بالصدفة فالبداية كانت مع أوائل مسيرات الحراك حيث كان كل شخص يخوض في مسألة ما أو كل طير يلغى بلغاه فنظرا للوضع الذي كان سائدا حينها قمت بتصوير نفسي في فيديو تمحور حول المدنية و التحّضر لما رأيته من تجاوزات حدثت في تلك الفترة , و لم أتوقع ما سيحدثه الفيديو من ضّجة حيث وصلت مشاهداته إلى ما يفوق الخمسين ألف مشاهدة و هو الأمر الذي أبهرني و ما شجعني لإنجاز المزيد من الفيديوهات في شّتى المجالات هو التعليقات المشجعة و من كافة ربوع الوطن حيث طلب مني عدة أشخاص و من مختلف الأطياف الخوض في عدة أمور تاريخية.

و ماذا عن بقية المشوار ؟     

بعدها خضت في عدة مجالات و لعل أبرزها التراث الشفهي و أصل العبارات و الكلمات و تاريخ المدن و آثرت محاربة كل ما هو خرافة كتقديس الأشخاص لغاية الوصول بهم إلى مرتبة جعلتهم في المخيال الجزائري من أصحاب القدرات الخارقة , فرأيت أمامي كل هذا التصّدع التاريخي فأبيت إلا أن أساهم في تصحيح نوع من الإعوجاج كأضعف الإيمان.

هل لك أن تبّسط لنا في هذا المعنى بالذات ؟   

أنظر أخي أنا قبل أن أخوض في موضوع ما أقوم بأبحاث تاريخية استنادا لما أجمعه من معطيات و أنا لا أخوض في المحظور بل أحاول تصحيح المفهوم , فأنا أروي مثلا عن سيدي الهواري أنه كان إماما ورعا و أنه كنّي بالهواري نسبة لقبيلة هوارة التابعة لقبيلة مغراوة التابعة لولاية مستغانم التي ينحدر منها , و هجر وهران بسبب خلاف حصل حول الطريقة التي قتل بها إبنه لكن الأهالي بعدها مجّدوه ووّقروه حتى بات أسطورة و شخص لا يمكن الكلام عنه , و هو ما لا أتّفق مع العديد من الأشخاص في ذلك فالعلم يجعلنا نطّلع و ننتقد و حتى نطعن كي نصل إلى تأريخ صحيح.

كيف استطعت في هذا الظرف الوجيز أن تكسب قلوب الملايين من الجزائريين  ؟   

يا أخي إن كل من يتكلم في التاريخ و أصحاب التأريخ يتكلمون مع العامة باستعلاء أي بالقاعدة العمودية أي من الأعلى إلى الأسفل , و كما تعلم أن ذات القاعدة سئم منها الجزائريون فهم يجدونها في المدارس و الجامعات من الدكتور إلى الطالب و حتى في العمل من الرئيس إلى المرؤوس و حتى في البيت من رب العائلة إلى أي فرد من أفرادها , و لكن طريقتي بسيطة فأنا أخاطب العامة بطريقة أفقية أي بنّدية و أقنعهم بما لدي من معلومات , و الحمد الله وفقني الله لما يحب و يرضى و استطعت في ظرف وجيز أن ألقى القبول خصوصا عندما أشرح عدة مفاهيم كانت غائبة أو مغّيبة لسبب ما .

يستمتع المتلّقي معك و أنت تخوض في أصل التسميات و كذا العبارات و الكلمات فكيف تستطيع جمع كل هذا الرصيد المعرفي ؟

و الله مثلما قلت لك أنني أقوم بأبحاث سواءا تاريخية أو من الموروث الشعبي و الثقافي إستنادا للأونثروبولوجيا المجتمعية في بلادنا فمثلا كلمة “يا حوجي ” نسمع العجائز دائما تقولها و هي أصلها عربي و معناها “ما أحوجي ” و حتى كلمة “هراندو” التي عكف الجميع على إطلاقها على الشخص غير المهندم و لكن الحقيقة هي معناه ” هر 1، 2 ” و هي لغة عسكرية في عهد المجّندين الفرنسيين و معناها ” واحد إثنين أسرع ” و أما كلمة “المقلش ” التي يعتقد البعض أن أصلها هي المفرفش لكن الحقيقة هي غير ذلك و معناها يعود لكلمة الكاليش الذي كان يركبه باي وهران و كان يقال عنه أنه “مكّلش” و تحورت مع مرور الوقت هذه الكلمة ,  إلى غير ذلك من مكنونات اللغة التي لا زلت عاكفا على دراستها.

كلمة أخيرة

كلنا أبناء الباهية و أبناء الجزائر و كلنا مشتركون في التاريخ فيجب أن نقرأه بتمعن كي نصل إلى نتائج تصّب في حاضرنا و كذا مستقبلنا و أوّجه التحية لجريدة المقال و كل من يتابعها في العالم الإفتراضي و أتمنى لها عمر مديد مع مزيد من التألق في الإعلام الهادف .

 

 

رشيد أور خلال جلسة تصوير بإستيديو المقال تي في
رشيد أور يشيد بجريدة المقال الإلكترونية

 

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram