عطفا على ماكتبته صباح أمس في صفحتي عن (الذاكرة التي يُستعصى علاجها) فإني أعتبر خطاب ماكرون وقبله سرديات (شهادات)أربع التي برمت في هذا اليوم تنتهي إلى أن إتفاقيات إيفيان هي بداية حزن ومأساة الأقدام السوداء.
خطاب ماكرون من أجل سبعة ملايين فرنسي (الحركى ، الأقدام السوداء ، المهاجرون)، والحديث عنهم وعن فرنسا ككتل كجماعات أما حديثه عن الجزائر كحوادث، وقارنوا أيام احتفال وذكرى في السرد الماكروني -الستوري هي 19مارس و25 سبتمر و 17 أكتوبر للكيانات الجماعية التي ذكرتها آنفا ، مقابل هذا يتحدث عن الجزائر كحالات (مقتل بومنجل وأودان ومولود فرعون) .
ماكرون يعّرج على الحرب الروسية الأوكارنية ويتهم الروس بتزوير التاريخ من أجل الحرب ولا يستحي أن أكبر تزوير هو ما قام به أسلافه وإلى اليوم الفرنسيون (كتب جاك ديردا عن الكذب عند السلطة الفرنسية) .
يمكن القول أننا مع التعايش والعفو وقيم الأخوة والمحبة لكن مأساة الجزائريين ليست حالات فردية وحوادث جزئية لذّر الرماد في العيون ولكنها مجازر وعنف وحروب مورست ضد أمة وتاريخها ودينها و لغتها .
شهادات الأربع اليوم مع خطاب ماكرون هو تلاعب بالوجدان والتاريخ، صحيح فرنسا تتصالح مع ذاكرتها لكنها تتكابر وتتعجب من صمتنا الرسمي على سرديته .
نحن لم نكن دولة مسؤولة أثناء الثورة ولم يكن جيشنا نظاميا له قانون دولة يحكمه مثل فرنسا، ولذلك ما حدث من مآسي في الضفتين تتحمله فرنسا الدولة .