ما قل ودل

ناقش خطاب الكراهية في المجتمع الإفتراضي…جامعة مستغانم تعالج الظاهرة في ملتقى علمي

شارك المقال

انعقد خلال يومي السبت والأحد الماضيين ، الملتقى العلمي الافتراضي الموسوم بـ : خطاب الكراهية داخل منصات التواصل الاجتماعي-الرهانات التقنية و البيداغوجية- , من تنظيم مخبر الدراسات الاعلامية والاتصالية وتحليل الخطاب بجامعة مستغانم حيث تم افتتاحه من طرف الأستاذ الدكتور العربي بوعمامة .

و جاءت هذه التظاهرة العلمية لتُعالج الأسئلة المتصلة بانتشار ظاهرة خطاب الكراهية داخل المنصات الرقمية و التي لطالما شكّلت قلب و صلب النقاش الضروري الذي لا فكاك من طرحه، عبر تضمين وجهات نظر فاعلين متعددين في مجالات العلوم الإجتماعية و الإنسانيات، بغية فهم الواقع غير السّوي الماثل أمامنا.

من أجل درء تبعاته على الأجيال المقبلة. إن تأمل المشهد العام لاستخدام وسائط التواصل الإجتماعي داخل المجتمع الجزائري يكشف لنا عن الهوة السحيقة من خطابات الكراهية والتمييز والعنف الرمزي التي ينزلق إليها جمهور المستخدمين ضمن سيرورة تثبيت نفسي  تُدمج في نسيجها كل إحباطات الحياة اليومية و احتقاناها.

وتَحمل في طياتها ضراوة الإيذاء المعنوي والتمييزي والمساس بالكرامة الانسانية، مما يٌلقي بكثير من ظلال الخوف على مستقبل التعايش البيني بين الجزائريين ويَرهن تمسكهم بالتزامات التضامن والمواطناتية وشراكة المصير.

هذا الأمر يستدعي مقاربة ظاهرة التغّول في نشر وتداول المحتوى الرقمي الحامل لخطابات الكراهية داخل فضاءات التواصل الاجتماعي في الآونة التي تستند إلى ثلاث مداخل أساسية هي المدخل الإجتماعي والقانوني والتكنولوجي، والتي تجمعها مساحة كبيرة من تشابك العلاقات واعتمالها لجهة تأثيرها على ديناميات انبعاث خطاب الكراهية داخل الفضاء السيبراني و تزايد كثافته و تجلياته.

و لمعالجة الإشكالات التي طرحها الملتقى، قدم  الأساتذة طروحاتهم على شاكلة محاور عديدة حيث ناقشوا هذه الظاهرة خلال محاضرات حول  خطاب الكراهية، الحدود المفهومية و النظرية و ارتأى بعضهم للتطرق لمنصات التواصل الاجتماعية، الامكانات التواصلية و التطويع الفردي للإستخدام

كما ناقش البعض الآخر المحتوي الرقمي الحامل لخطاب الكراهية، المحددات و الدلالات و تعرض أحد الأساتذة المنظومة للبيداغوجية كسند لشرعية الاختلاف الثقافي بينما راح استاذ آخر يغوص في المنظومة التشريعية بين رهان التدبير لحريات التعبير ورهان صيانة الكرامة الانسانية داخل الفضاءات الرقمية  .عدد معتبر من المداخلات .

و بعد يومين من المناقشة العلمية الثرية انتهى دور الأكاديميين بتقديم عصارة ابحاثهم على شاكلة توصيات التي رأى من خلالها المتدخلون أنه من الضروري العمل أكثر على تشكيل فرق بحثية تعمل على نشر الوعي للحد من هذه الخطابات .

و ضرورة اعتماد مؤسسات  المجتمع المدني  بتشكيل فرق متخصصة في نشر الوعي الإجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي , و أيضا العمل على تنظيم مثل هذه الملتقيات حول  هذا  الموضوع  مع وجوب إشراك الفاعلين في المجال من جهة، ومن جهة أخرى (ممتهني الصحافة، الإعلام، ومديري المؤسسات الاعلامية) دون نسيان ضرورة البحث عن الأسباب الكامنة وراء خطاب الكراهية والعمل على مكافحتها وهذا الدور يعود لمؤسسات التنشئة الإجتماعية (الأسرة، المدرسة والمؤسسات الدينية..)

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram