أدان الباحث الدكتور أحمد بن سعادة خلال مداخلته الهاتفية بقناة الثالثة الإذاعية منطق تعامل الفرنسيين خصوصا و الإتحاد الأوروبي و الغرب على وجه العموم إزاء حجب فرنسا لبث قناتي روسيا اليوم و سبوتنيك بسبب ما سمّاه الفرنسيين بإنحياز هاتين الوسيلتين الإعلاميتين لصف روسيا .
بينما يرى الأستاذ الباحث الجزائري المقيم بكندا أن تعامل روسيا اليوم و سبوتنيك مع الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا حاليا يفوق من حيث الإحترافية تعامل القنوات و مختلف وسائل الإعلام الفرنسية , حيث يضيف بذات الشأن أن هاتين الوسيلتين الإعلاميتين غطّت مجريات هذه الحرب من الجانبين و هو ما يعتبر قمة في الإحترافية .
على عكس القنوات الفرنسية على غرار قناة فرنسا 24 و مثيلاتها التي انحازت للطرف الأوكراني فقط في الصراع , و هو ما يعتبره الباحث الجزائري بأنه يدخل في جانب حرب الدعاية المغرضة ضد الجانب الروسي .
و يذّكر الدكتور أحمد بن سعادة أن القنوات الفرنسية ممولة من الحكومة الفرنسية و هي تأخذ الأوامر من سلطة القرار في فرنسا إزاء كيفية تغطية الأحداث في قلب المعركة الروسية الأوكرانية , و لم يخف أيضا أن معظم القنوات الفرنسية هي ملك للأوليغارشيا الفرنسية التي تصطّف لجانب صنّاع القرار الفرنسيين لأجل خدمة أجندة ” الكي دورسي ” السياسية .
معتبرا أن تعامل فرنسا خلال الحرب الدائرة رحاها في أقصى الشرق جاء بمنطق الكيل بمكيالين , حيث يتسائل الدكتور الجزائري عن عدم التعامل بنفس الطريقة مع القنوات الصهيونية خلال العدوان على غزة الذي قتل فيه و نكّل بالأطفال و الشيوخ و العجائز جراء القصف الهمجي الذي لم يفرّق بين الأخضر و اليابس و لا الجماد و لا الحيوان .
و يتسائل أيضا لماذا لم تتعامل فرنسا و الإتحاد الأوروبي الذي أمر حسبه فرنسا باتخاذ قرار حجب روسيا اليوم و سبوتنيك بنفس الأسلوب غير المتحضر إتجاه الغزو غير المبّرر على العراق ؟ , حيث اتضح بعدها و على لسان وزير الدفاع الأمريكي كولن باول حينها بأن الغزو تم استنادا لمعلومات استخباراتية مغلوطة رغم أن العراق لم يكن يملك أسلحة الدمار الشامل .
كل هذه الأسئلة يقول الدكتور أحمد بن سعادة يتعلثم العالم الغربي في الإجابة عنها و يرى بأن أمريكا و الإتحاد الأوروبي يخوضون حربا إعلامية نوعية من الجيل الرابع ضد روسيا حيث أصبحوا يتحّكمون في مجتمع المعلومات و يبّثون للعالم ما هم بحاجة لبّثه دون حسيب أو رقيب قصد شيطنة العالم ضد روسيا .
و من خلال مداخلته على أمواج أثير القناة الإذاعية الثالثة دائما ذكّر نفس المتحدث أن العالم الغربي استخدم نفس الحرب من أجل إذكاء نار الفتنة في البلدان العربية و قاموا بشيطنة أنظمة الحكم فيها و هو ما ترّتب عنه اندلاع ثورات الربيع العربي التي اتخدت من مواقع التواصل الإجتماعي منصة و مطية لها .
حيث أضاف بهذا الشأن أنه ينبغي للمتتبعين أن يعلموا أن منصات من عيار تويتر و فايسبوك و غوغل تعتبر مؤسسات أمريكية أضحت تتعامل مع الحسابات التي تزعج أراءها بالغلق و الحجب على مقاس كل من يعارض سياستنا فهو ضدنا , و ذكّر المعني بأن هاته المؤسسات لها تعاون أمني استخباراتي على أعلى مستوى مع الحلف الأطلسي و سبق لها و أن لعبت دورا فعّالا في خلق الأزمات في الصين و روسيا و حتى في بلادنا الجزائر .
و ضرب الدكتور الجزائري المثل بالمعاملة الإعلامية مع شخصه حيث عقب كشفه الحقائق عن ما يجري لم يعد ضيفا مرّحبا به في التدخلات التلفزيونية , لأنه كشف المستور و كل الخطط التي يقودها الغرب إعلاميا من أجل إجراء تغييرات على المقاس و على المراد أيضا .
و ختم كلامه بأنه حتى الحراك في الجزائر تعرض لشيطنة خارجية و أن الغرب الذي يدّعي الديموقراطية و المثل و الصفات النبيلة سقط في شر أعماله الإعلامية من خلال عدم احترافيته في تغطية الحرب الروسية الأوكرانية , و افتضح أمره خصوصا عندما أقحم الرياضة في المجال السياسي و هو ما كان من المحّرمات عندما يتعلق الأمر بفلسطين و العراق و الصومال و أمثلة أخرى كثيرة و متشعبة .