ما قل ودل

ملتقى وطني حول صون الذاكرة من التحريف… جامعة وهران تتميز بتنظيم الحدث

شارك المقال

دعا أول أمس مختصون إلى صون  و حماية الذاكرة الوطنية  من النسيان و التحريف ، وأكّدوا في ملتقى وطني “الذاكرة و الأمل في زمن الإنفتاح الثقافي” المنّظم من طرف مخابر  كلية العلوم الاجتماعية جامعة وهران 2 أن الذاكرة تعرضت عبر التاريخ إلى سطو ممنهج  .

وفي هذا السياق أكّد  الدكتور بوعرفة عبد القادر أنه حدث أن بعض البلدان تسطو على بعض الشخصيات التاريخية، لأجل توظيفها في مشروعها القومي والحضاري مثلما حدث مع شخصية ابن رشد الأندلسي، ابن رشيق المسيلي (تونس)، شيشناق بين الجزائر وليبيا مؤخرا، روني ديكارت بين هولاند وفرنسا، جون جاك روسو بين سويسرا وفرنسا،….

و بيّن الدكتور بوعرفة أن الذاكرة هي قوام الوجود الفردي والجماعي، وأمة بلا ذاكرة أمة بلا غد. و فرد بدون ذاكرة كتلة من اللحم تتحرك في متاهات الحاضر , و لهذا تلجأ الدول حسب الدكتور بوعرفة للرموز التاريخية  لأجل ترسيم الحاضر وإعطائه قيمة فضلى .

و استرسلت الدكتورة  نصيرة براهيمي من جامعة بسكرة في  تبيان دور المصادر التاريخية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية إذ تعدد مصادر كتابة تاريخ الثورة الجزائرية  أهمها الأرشيف والذي يتواجد بالجزائر ضمن مركز الأرشيف الوطني ببئر خادم وكذا بأرشيف ولاية وهران  وأرشيف ولاية قسنطينة .

فضلا عن الأرشيف بمتاحف المجاهد في بعض الولايات كولاية تبسة وباتنة , كما يوجد أرشيف خارج الجزائر كأرشيف قصر فانسان بالمصالح التاريخية للجيش البري باريس، وكذا بمحفوظات وزارة الخارجية الفرنسية كي دورسي باريس، بالإضافة الى محفوظات أرشيف ما وراء البحار بأكس أون بروفانس،في حين تتمثل الرواية الشفوية في الشهادات الحية التي رواها صناع الحدث أو من عايشوه أو سمعوا عنه،

أما الدكتور  حابل نذير من  جامعة تلمسان فاعترف في مداخلته أن نكران واجب الذاكرة يعتبر رفضا للحقيقة ويعبر عن استحالة النسيان وتعثر مشاريع الوفاق الإنساني بمختلف عناوينها المصالحة والعفو والصفح الصعب كتمثيل الماضي على مستوى الذاكرة والتاريخ مع الخوف من النسيان .

واستحالة الاعتراف كشكل من أشكال النسيان السعيد أو كتتويج للذاكرة السعيدة . كما سماها ريكور ، هذا الأخير الذي قدّم تحليلات للذاكرة في علاقتها بالإيديولوجيا كسيرورة معقدة وعميقة متخفية داخل الثقافة تتلاعب بالذاكرة  وتحّرف الواقع بفعل أنساقها الرمزية للفعل التي تسعى إلى التأثير على الفهم الصحيح للعالم الإنساني ، وتخلق هشاشة الهوية والجروح الرمزية  .

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram