ما قل ودل

الفرق بين علم الغبّار عندنا و عندهم

صورة لمدينة وهران بعد اجتياح العاصفة الرملية

شارك المقال

عبد المجيد سجال -مستشار اقتصادي و اجتماعي-

 

عندما تجتاحنا العواصف الرملية ، يقوم الجزائري بانتظار انجلاءها حتى ينطلق في تنظيف منزله من مخلفاتها ، بينما يقوم الصيني أو الألماني أو الأميركي بالذهاب إلى المخبر العلمي لتصميم منتج يساعد في تفادي دخول الرمال و الأتربة إلى المنازل أثناء هبوب العواصف الرملية .

فبالنسبة للدول ذات الثقافة الصناعية و المقاولاتية تعتبر المشاكل اليومية القابلة للتكرار و التي تنغص حياة الناس فرصة استثمارية يجب عدم التفريط فيها , لهذا تقوم الشركات المتخصصة في صناعة الأدوات المنزلية بتكليف باحثيها بتصميم منتج يعمل كسدادات تمنع انبعاث الرمال الدقيقة نحو المنزل و الغرف عبر النوافذ و الأبواب و مختلف منافذ الهواء .

إذن تتنافس الشركات في إبداع و ابتكار منتوجات بأقل التكاليف لطرحها في السوق و استغلال غياب المنافسة لضمان أرباح طائلة , حتى المبتكرون الشباب يتنافسون لابتكار هذه المنتجات و بيعها للشركات المنتجة أو يقومون هم بإنشاء شركاتهم .

و بالتالي فإن الفكرة تقوم على ملاحظة الظواهر المتكّررة و التي تمثل مشكلة تنغص على الناس حياتهم , ثم ابتكار حلول تساعد الناس على مجابهة تلك المشاكل و توفير مزيد من الرفاهية في الحياة اليومية .

تكون هذه الحلول عبارة عن منتجات ملموسة أو خدمات قد تكون رقمية مثلا أو ترفيهية أو استهلاكية , أي باختصار تحويل المشكلة إلى فرصة إستثمارية تخلق القيمة المضافة و تضمن تراكم رأس المال و تشغيل عوامل الإنتاج و التي هي العقل والمال والتكنولوجيا واليد العاملة والأرض والمعرفة .

هكذا يستغل العالم المتقدم الفرص و هكذا نقابلها نحن إما بالنكت و إما بالاستسلام , الغبار علم أليس كذلك ؟

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram