أثارت زلة لسان صدرت من الرئيس الأمريكي جو بايدن استنفارا واسعا لدى الدول الأوروبية التي يعتبر قادتها أنها لم تأت في الوقت المناسب حيث لمح من خلال خطاب متهور خرج عن أعراف اللباقة الديبلوماسية لإمكانية إزاحة بوتين في إشارة لثورة ملونة على مقاس الثورات العربية التي لا تزال تعد خسائرها بالجملة .
و لم يفوت الروس هذا الخطأ الذي قيل بشأنه من الجانب الأمريكي بأنه غير مقصود و وجهوا تصريحات نارية بلغت مسامع الرئيس الأمريكي عن طريق الميلياردير الروسي أوليج ديريباسكا الذي ناب عن الكريملين مؤنبا جو بايدن على تأجيج الصراع بدل عقلنته لإطفاء نار الحرب التي يمكنها أن تدوم لمدة طويلة في إشارة ضمنية منه بأن روسيا مستعدة لخوض غمارها على كل المستويات .
بالمقابل اثارت زلة لسان بايدن حفيظة حتى حلفاء أمريكا من الدول الأوروبية التي باتت تبحث عن مخرج للأزمة الأوكرانية التي أبدى حتى الرئيس زيلينسكي إمكانية للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و هو ما يعتبره الغرب أول إرهاصات سلام لوقف هذه الحرب المجنونة التي اندلعت في أقصى الشرق بدون سابق إنذار .
و لم يفلت رئيس أقوى دولة في العالم من الإنتقاذات التي طالته من كل حدب و صوب على الصعيد الذاخلي سواءا من حلفائه أو خصومه السياسيين و حتى من لدن مسنشاريه المقربين الذين تعجبوا من إنفلات الوضع في خطابه رغم أن الرؤساء الأمريكان معروف عنهم أنهم يتلقون تدريبات صارمة في مجال التنمية البشرية حيث يسوق الخبراء أمثال “أونطوني روبينس ” الصورة النمطية للرئيس الأمريكي المثالي .
فكل العالم يجب أن ينتبه لطريقة كلام الرئيس الأمريكي لا من جانب فن الخطابة التي تكون بكلمات موجزة و معبرة و أيضا حتى الوقفة و حتى طريقة تحريك اليدين فكل شيء مدروس حسب الخبير “أونطوني روبينس ” الذي كان وراء خطابات غزو العراق و عدة صراعات كانت لأمريكا يد فيها , لكن هذه المرة لم تسلم جرّة روبينس بل تكّسرت بمجرد أن كان الخصم هو الدّب الروسي .