أثارت تصريحات المدرب الكاميروني “ريغوبير سونغ ” حفيظة متتبعي كرة القدم و خبرائها عبر مختلف بلاطوهات التلفزيون العالمية , حيث قال بعد مبارة الذهاب التي انتهت مثلما هو معلوم لفائدة المحاربين بأن الجزائريين لم يلعبوا كرة القدم و ظل ينتقذ في سياسة الكوتش جمال بلماضي التكتيكية حتى أحّس معظم من تتبعوا تصريحاته بأنها لم تكن استفزازية فحسب بل مبّررة لفشل ذريع لتحول الأسود إلى قطط في معاقلها .
خطة إبن مدينة عين تادلس لم تأت من العدم بل عظماء الكرة العالميين يطبقونها كذرع واقي لصّد هجمات الخصوم و إيجاد الثغرة في الوقت المناسب من أجل رد قاتل , و هو ما كان عقب تمريرة يوسف بلايلي البينية التي وضعها المايسترو إسلام سليماني في الشباك في الزمن و المكان المناسب .
و لا يختلف إثنان بأن الحرب النفسية التي قادها سونغ هي جزء لا يتجّزأ من خطط كرة القدم الجهنمية , فيجب الإبقاء على نفس الخطة ففي الوضع الحالي الفنيات لا تهّم الجزائريين بل تهمنا النتيجة و حبّذا لو كانت لصالح المحاربين بأكثر من هدف و بشباك نظيفة كي يتعلم الكاميروني “ريغوبير سونغ” حدود اللباقة خلال تصريحاته .
و ليكشف لمواطنيه و متتبعي الكرة في بلاده بأن الكاميرون هي في أسوأ حالاتها و لعل لقاءها أمام جزر القمر عرّى كل سياسة “صامويل إيتو” الذي فشل فشلا ذريعا في تسيير مقاليد إتحادية بلاده , فليس المحاربون هم من أنقصوا العزيمة للأسود غير المروضة بل عدم امتلاكهم لسياسة فعّالة للعودة مجددا لزمن مكاناكي و روجيه ميلا و غيرهم من الأساطير الكاميرونية .
و من خلال ما قام به المايسترو جمال بلماضي في خطة الكمّاشة التي اصطدمت من خلالها الأسود غير المروضة بجدار دفاعي متين قاده بلعمري و بن سبعيني و زروقي ببراعة , ذكّرتنا هذه المباراة بمنازلة الفن النبيل العالمية التي صنّفت هي الأخرى كأحسن نزال لكل الأوقات , و الذي جمع بكينشاسا في دولة الزائير سابقا بين محمد علي كلاي و بطل العالم حينها جوروج فوريمان .
أين كانت كل التكهنات تعطي الفوز لفوريمان و بالضربة القاضية , لكن المرحوم محمد علي طبّق نفس سياسة بلماضي أو لنقل العكس بالنظر إلى اختلاف الحقبتين الزمنيتين, حيث عوض الهجوم منذ الجولات الأولى ظل محمد علي كلاي يدافع و فوريمان يكيل اللكمات التي إن سدّدت على حائط لإنهار و بعد مرورو ثمانية جولات و انهيار الطاقة البدنية للغوريلا “جورج فوريمان ” .
عاد مجددا بطل الأبطال محمد علي للهجوم و كانت النتيجة كارثية لكل من تكّهن بفوز فوريمان حيث كان إنهاء النزال لصالح البطل المسلم و بالضربة الفنية القاضية , التي جرّد من خلالها فوريمان من حزامه العالمي أمام دهشة أرباب هذه الرياضة , و كذلك تسجيل أكبر خسارة مالية في شبكات الرهانات العالمية التي راهنت حينها على فوريمان كفائز قبل النزال بينما لعب محمد علي بخطة الكماشة دور الحصان الأسود و نال بعدها أكبر منحة عالمية في التاريخ و قدّرت حينها ب60 مليون دولار .