ما قل ودل

بعد إدارة ظهرها للقضية الصحراوية…الجزائر تشرع في تطبيق العقوبات على إسبانيا

شارك المقال

بدأت الجزائر بتطبيق أولى العقوبات على إسبانيا كرّد فعل لإدارة ظهرها لحقوق الشعب الصحراوي من خلال وقوفها لجانب المغرب في مقترح الحكم الذاتي مؤخرا حسب ما جاء على لسان الصحيفة الإسبانية ” الكونفيدوسيال”  , حيث جاءت أولى العقوبات بمنع شركة الخطوط الجوية “إيبيريا” من مزاولة نشاطها اتجاه المطارات الجزائرية إلى غاية إشعار آخر .

في نفس الوقت و تماشيا مع هذه العقوبات رفضت الجزائر أيضا السماح بإعادة المهاجرين غير الشرعيين  إلى أجل غير مسمى , و يبدو أن اتخاذ الجزائر لهذه القرارات الصارمة جاء نتيجة إنقلاب أصحاب القرار في العاصمة مدريد على القضية الصحراوية التي تعتبر إسبانيا المتسببة الرئيسية في بقاء القضية الصحراوية عالقة نتيجة عدم فصلها النهائي في إنهاء الإستعمار  .

في حين يعيش الشعب الصحراوي الويلات نتيجة القمع الممنهج من قبل الإستعمار المغربي الذي يستمر في عدم تقبل الشرعية الدولية و كذا إدارة ظهره لقرارات مجلس الأمن التي تقف لجانب استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.

من جانب آخر و حسب إحدى وسائل الإعلام الإيطالية فإن سياسة العقوبات التي تنتهجها الجزائر اتجاه إسبانيا لن تنتهي على العقوبتين السالفة الذكر, بل أن الجزائر في صدد النظر في كافة المعاملات و العقود المبرمة مع الجانب الإسباني مثلما أشار إلى ذلك الأمين العام لوزراة الخارجية السيد شكيب قايد .

و استنادا لأحد المقالات ليومية “الكوريرو” الإسبانية التي نقلت تصريحات السيد شكيب قايد من الإعلام الإيطالي فإنه في الوقت الراهن من المستبعد أن تكون هناك تبعات فيما يخص تزويد إسبانيا بالغاز و البترول .

رغم أنه ألمح إلى أن العقود الحالية قد لا يتم تجديدها عند انتهاء صلاحيتها مع نهاية عام 2030 حيث أضاف الديبلوماسي الجزائري أن مراجعة جميع الإتفاقيات مع إسبانيا ستتم وفقا لتطور موقف مدريد اتجاه القضية الصحراوية .

و حسب نفس المصدر الإعلامي الإسباني فإن 45% من واردات الغاز الإسبانية لسنة 2021 تم استيرادها من الجزائر, و أشارت ذات الصحيفة تسجيل قلق مدريد من تغّير سياسة الجزائر اتجاه إسبانيا فيما يتعلق بإمدادات الغاز في المستقبل القريب و التي تصادفت مع الحرب الروسية الأوكرانية و ما خلّفته من ارتفاع فاحش في أسعار البترول و الغاز و التي وضعت تبعية أوروبا للغاز الروسي على المحك .

و أشارت الصحيفة الإسبانية نفسها لتخوف الحكومة الاشتراكية التي يقودها بيدرو سانشيز من مقاطعة المؤسسات الإسبانية التي استفادت من مشاريع مهمة في الجزائر .

و في ذات الصدد تتخوف مدريد من استغلال إيطاليا فتيل الأزمة التي أشعلها رئيس الحكومة الإسباني الذي تعرف شعبيته تدنيا غير مسبوق نتيجة التخوف من فقدان الجزائر التي تعتبر شريك أساسي ترتبط معه إسبانيا بمعاهدة استراتيجية للصداقة و التعاون تم التوقيع عليها منذ عهد حكومة خوزي ماريا أزنار .

بالمقابل تضيف صحيفة “الكونفيدونسيال ” أن الجزائر سوف توفي بالتزاماتها اتجاه تزويد إسبانيا بالغاز لكن في نفس الوقت يذكر المقال بأن بنود المعاهدة الغازية بين البلدين تحوي عدة بنود تستدعي المراجعة الدورية لأسعار الغاز إستنادا لما يتطلبه قانون السوق , علما أن السعر الحالي للغاز حسب الإتفاق الجزائري الإسباني هو في حدود 4 دولارا للمتر المكعب و ذلك لمدة عشر سنوات .


 

 

 

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram