سبق و أن استعرضنا في إعدادنا السابقة لجريدة “المقال” كيفية عمل جيران الجهة الغربية على الإستحواذ على كراسي المناصب الهامة في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم , و كيف أثار إستفراغ هذه الكراسي من الأسماء المصرية لصالح الأسماء المغربية حيث أصبح المغرب يتحّكم بكل كبيرة و صغيرة في هيئة الكاف القارية .
و سبق للنجم المصري السابق أحمد حسام المعروف بميدو أن أثار هذا الموضوع و حذّر من تبعاته التي سوف تنعكس سلبا على الفراعنة و من بعدهم منتخبات كروية أخرى على الصعيد الكروي القاري مثلما ستشاهدون في الرابط أسفل المقال .
حيث ظهر ذلك جليا من خلال التعيينات غير البريئة للحكمين البوتسواني جوشوا بوندو لإدارة فاصلة الذهاب للمحاربين في دوالا و كذلك مباراة العودة بين الجزائر و الكاميرون التي أسندت للذي سيقسمه الله و التي هي مربط الفرس من خلال عمودنا اليوم .
فالبعودة إلى الوراء فنجد أن تعيين جاساما وراءه رائحة نتنة و كان ينبغي على المسؤولين على كرة القدم في بلادنا مادامت معظم وسائل الإعلام تساءلت عن تعيين هذا الثنائي بالذات , أن تتدخل لدى أعلى هيئة كروية في القارة السمراء و حتى الفيفا و تطالب بتغيير هذا الطاقم مثلما تجري عليه الأعراف و التقاليد الكروية .
و بالعودة لكرونولوجيا الأحداث إلى الرواء فسنتسخلص عبارة ” إذا عرف السبب بطل العجب” فإنه بالرجوع لتصريحات ميدو نجد أنه خلال السنتين الأخيرتين تم تعيين ستة عشر مغربيا دفعة واحدة في مناصب مهمة في الكاف مقابل الإستغناء عن 23 مصري و أسندت مديرية الإعلام و التنظيم لمغربي ما يعني الإستحواذ على المعلومة و توزيعها بالشكل المراد لها في الوقت المناسب لها .
و ترتبط تصريحات ميدو بما حصل بالفعل من تبعات جرّاء الإقصاء و التكسير الممنهج لمسيرة المحاربين , فكيف للكاف أن تتعامل بما جرى للجزائر بمنطق الحيادية , و نذهب بعيدا بأكثر من ذلك في هذه القضية لنعود لمنتخب الكاميرون نفسه فمثلما هو معلوم فإن هذه الدولة الإفريقية لديها علاقات متينة مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي لديه تعاون حتى في المجال العسكري مع الكاميرون .
ضف لذلك فإن لهذه الدولة الإفريقية علاقات في الجانب الرياضي مع هذا الكيان التي حتما يكون الصهاينة قد استثمروا فيها لأجل تسييس المباراة الفاصلة من أجل الإطمئنان على عدم رفع الأعلام الفلسطينية و عدم وصول أغاني من عيار “فلسطين الشهداء ” لمدرحات الملاعب القطرية خلال المونديال .
و للتذكير فإن الجزائر وقفت حجر عثرة لإنضمام الصهاينة كعضو ملاحظ في الإتحاد الإفريقي و بفضل اعتراضها تم تجميد هذا القرار , و مثلما يقول الممثل الكوميدي المصري عادل إمام في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة ” : “هذا رأينا في القضية” , و هذا مجرد تحليل آثرنا ربطه بوقائع و دلائل يراد إخفاؤها على الصعيد القاري.
و كل هذا من أجل التسّتر على جريمة رياضية اقترفت في حق المحاربين بتخطيط محبك و محكم و مسبق ممن يريدون إخضاع الجزائر حتى في المجال الرياضي , لكن هيهات فإن الجزائر ستقف دوما لدعم فلسطين و قضية الشعب الصحراوي حّب من حّب و كره من كره و المجد و الخلود يبقى دوما و أبدا لشهدائنا الأبرار .