الجزء الثاني
كنّا من خلال الشطر الأول للحكاية التي قصصنها عليكم قد أثرنا كيفية اعتناق الشاب الفرنسي المسيحي ذو الأصول البرتغالية الذي كان يسمى أوزفالدو مانويل و كيف سمحت له جلسة تناول الحشيش مع جزائري تحت إحدى عمارات ” أشالام ” الباريسية حيث تناول من خلالها الثنائي أطراف الحديث حول أهوال يوم القيامة و كذلك نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في أواخر الزمان .
و يقول الشاب المسيحي الذي كان خادما وفّيا للكنيسة برتبة شمّاس أنه مباشرة بعد قراءته لسورة الفاتحة بدأت الشكوك تنتابه حول دين المسيحية و بدأت التساؤلات حول عقيدة الثليث تطرح نفسها في مخيلته الواحدة تلوى الأخرى , كما يقول أنه لم يكن يستسيغ أن المسيح هو إبن الله و أنه إله في نفس الوقت و كيف لمخلوق أن يكون إله و إلى غير ذلك من الأسئلة التي تعالى الله عنها علوا كبيرا .
و في لحظة فاصلة ظّن الشاب المسيحي أنه سوف يسقط في حافة الإنهيار العصبي النفسي و سوف يجّن , يقول الشيخ يوسف و هو يستذكر الحادثة بأنه لم تعرف عيناه النوم لليالي متتابعة و هنا يضيف أن في صباح أحد الأيام صّمم على زيارة أحد المساجد للإستفسار عن عدّة أسئلة لعلها تجد أجوبة شافية كافية .
فيقول اتصل بصديقه المغترب الجزائري الذي يعتبره سببا لاعتناقه الإسلام و الذي بفضله أصبح مدينا للجزائر التي أضحى يحبها حتى النخاع , و سأله عن مكان أي مسجد في المدينة فتعّجب المغترب الجزائري من سؤال مانويل و أجابه بفضول فيه نوع من الغضب إن كان يريد سوءا بالمسجد فسيجد العقاب من شخصه , عندها تيّقن الشاب المسيحي بعظمة هذا الدين و كيف يلتف به أنصاره .
و بعدما حصل على العنوان بشّق الأنفس من صديقه المغترب راح مباشرة نحو قدره الذي أخرجه من الظلمات إلى النور و من شّدة يقينه برغبته بتطليق عقيدة الثليث , تصادف عند وصوله لمسجد في باريس وجود جماعة من الدعاة للإسلام التي تجوب أنحاء العالم للتعريف بدين الحق حيث أن معظمهم من النصارى السابقين الذين اعتنقوا الإسلام .
فيقول أنه عند وصوله إلى باب المسجد وقف مذهولا لرؤيته أشخاصا خاشعون في تأدية الصلاة و آخرون يتذاكرون أمور دينهم و كان هو لا يعرف كيفية الولوج لداخل المسجد حيث كان يلبس حذاءا رياضيا , حينها بادره أحد المتواجدين في عين المكان و طلب منه بابتسامة عريضة و بأدب رفيع الدخول بعد نزع حذائه و هنا يقول بأنه أحّس أنه في المكان الذي يجب عليه أن يوجد فيه منذ زمن طويل .
يتبع
بسبب جلسة مع مهاجر جزائري بفرنسا…أوزفالدو يغّير إسمه ليوسف و يصبح داعية