في وقت كان ينبغي للأمة العربية الإسلامية أن تتوّحد من أجل التصّدي للإستعمار الجديد الذي لا يزال يبدي أطماعا بما تمتلكه الدول العربية خصوصا من ثروات في شتى المجالات , لا تزال بعض الدول العربية نفسها تتحالف مع أعداء الأمة الإسلامية و العربية و تحتل أراضي غيرها بحجة امتلاكها لتلك الأراضي و تتغاضى عن استعمار دول أخرى لأراضيها التي لا تطالب بها و كل ذلك من أجل الحفاظ على ملك بائد و زائف باتت العلاقة فيه مكهربة بين الحاكم و المحكوم .
كل هذه المقدمة التي عرضناها من أجل أن نصف حال الجارة الغربية و الذي سبقتنا في وصفه و بطريقة تهّكمية الحكومة الإسبانية عندما أصدرت طابعا بريديا يحمل رسما لملوك الطوائف الذين حكموا الأندلس بعد سقوط حكم بنو أمية و تشتتوا و جاء السقوط على أيديهم .
حيث أن كل ملك أخذ ولايته و باتت مقر حمكه , و بعد الرّقي و الحضارة التي عرفتها الأندلس حيث استطاع الجزائري طارق إبن زياد الوصول حتى لتخوم حدود فرنسا بلاد الغال عند فتحها .
عاد الملوك للتطاحن فيما بينهم و باتت بلنسية تحارب في مالقة و ملك غرناطة يضّم لأراضيه مدينة روندة بينما يتحالف مع الإسبان من أجل الإطاحة بإشبيلية التي حاصرها هو جنوده وسلمها على طبق من ذهب لملك قشتالة ألفونسو .
فما أشبه اليوم بالبارحة فالمغرب الذي انتهكت سيادته و هتك عرضه في مدينتي سبتة و مليلية الموجودة على أراضيه , بات يطالب بالصحراء الغربية التي يؤّكد التاريخ بأنها ملك للصحراويين , بل أصبح يتحالف مع عدو الأمس إسبانيا و كذا الصهاينة من أجل أن يقفوا معه لإستباحة حقوق الشعب الصحراوي .
فحقا نحن نعيش فترة من فترات أحد ملوك الطوائف الذي يهادن الغرب و يتوّدد إليهم و يبدي العين الحمراء على المستضعفين , فالطابع البريدي كان تهكّميا بامتياز و بمثابة رسالة أرسلت من حقبات ماضية من الزمن الغابر إلى من يريد أن يعتبر لكن هيهات فمن شّب على سلب أراضي الغير و استباحة الحقوق لن ينفع معه إصدار طابع بريدي يحمل رسم كاريكاتوري .