مترجم و منقول من صفحة الباحث أحمد بن سعادة
الجزء الأول
وقفت دول الغرب مثلما كان متوقعا و مثلما جرت عليه العادة إلى جانب أوكرانيا خلال الحرب التي تدور رحاها راهنا في أقصى الشرق , و ذلك بدون إيعاز أو قرارت أممية و راحت أعلى هيئة كروية عالمية “الفيفا” تصّطف إلى جانب الأوكرانيين ضد الروس متخذة قرار أحادي الجانب و هو ما يعتبر سابقة أولى في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية .
حيث انهالت على روسيا عقوبات غير مبرّرة لعل أبرزها عدم اللعب لا وّديا و لا رسميا مع المنتخب الروسي و غزت الأعلام الأوكرانية مدرجات الملاعب , و كثرت التصريحات ذات التوجه السايسي الممنهج من قبل بعض لاعبي كرة القدم و هو الأمر الذي لم يسبق و أن شهده العالم في الميدان الكروي .
حيث أنه من المفروض أن مثل هكذا تصرفات التي لا تنّط للرياضة بصلة ينبغي تجريمها , فلا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال في المادتين 16 و 17 من قوانين الفيفا , و نستخلص من خلال ذلك أن المبادئ النبيلة التي طالما تغنت بها هيئة الفيفا بشأن الفصل بين الرياضة والسياسة قد عرفت تعّديا و هجوما صارخا و تلّطخت بالتالي تلك المبادئ المقدسة .
و يثير هذا الإلتفاف الجماهيري حول طرف واحد من الصراع العديد من التساؤلات , لعل أبرزها لماذا تم فرض العقوبات بسرعة على روسيا و لماذا لم تعامل الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك فرنسا و بريطانيا بنفس المكيال و هم الذين تسّببوا و شاركوا في حروب دامية التي تحطمت فيها دول و عرفت ملايين الضحايا ناهيك عن فتح باب المنفى الإجباري من خلال حركات نزوح رهيبة لسكان هاته الدول ؟ .
و لماذا يغمض الغرب عينيه عن الجرائم الإسرائيلية التي بدل معاقبتهم يتم تكريمهم مرارا و تكرارا على أشلاء الضحايا الفلسطينيين الذين تسيل دماءهم بغزارة حتى أنها لم تجّف لحد كتابة هذه الأسطر .
وهنا ينبغي طرح سؤال جوهري آخر هل باتت هيئة الفيفا سلاح “رياضي” يستخدم من قبل و لفائدة الغرب خلال الصراعات الجيوسياسية ؟ و هل اصطّفت الفيفا إلى جانب الحلف الأطلسي على حساب دول لا تنتمي لهذه المنظمة ذات التوجه الحربي؟.
و لأجل الإجابة عن معظم هذه التساؤلات سوف نبّين أن هذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها الفيفا تعاونا مع الحلف الأطلسي و الدول الغربية ضد دولة تنتمي إلى المجال الجيوسياسي المعاكس , حيث حدث ذلك في الشيلي منذ حوالي نصف قرن أثناء الحرب الباردة التي تصارع فيها المعسكرين الشرقي و الغربي .
أين عرف هذا البلد إنقلابا عسكريا تم بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية حيث بتاريخ 11 سبتمبر 1974 عرف القصر الرئاسي الشيلي قصفا من طيران القوات الجوية لنفس البلد , و عندما اقتحمت القوات الإنقلابية قصر “دولامونيدا” وجد الرئيس “سالفادور أليندي ” الذي تم انتخابه بطريقة ديموقراطية جثة هامدة , و استولى بعدها الإنقلابيون على نظام الحكم بقوة الحديد و النار بقيادة “أوغيستو بينوشي “.
و أنهيت تجربة الحكم القصيرة التي خاضها حزب الوحدة الشعبية الذي فاز بالإنتخابات بطريقة شرعية حيث اعتلى الحكم الرئيس سالفاتور ألينيدي بتاريخ 04 نوفمبر 1970 و عرف هذا الإنقلاب مساندة واسعة من قبل أمريكا التي كانت ضد انتقال أي دولة في أمريكا اللاتينية ماعدا كوبا للمعسكر الإشتراكي خلال فترة الحرب الباردة .
يتبع