أثار عرض أولى حلقات مسلسل “فتح الأندلس ” الذي يعتبر عمل مشترك كويتي مغربي الذي يعرض على عدة قنوات فضائية بمناسبة شهر رمضان الفضيل , حفيظة معظم الجزائريين خصوصا الأكادميين منهم و كذلك الباحثين في مجال التاريخ , لما يحويه هذا العمل التلفزيوني من مغالطات و كذا سرقات أدبية من الجارة الغربية كما تجري العادة .
حيث نسب مؤلف المسلسل عن جهل أو من المرّجح عن قصد أصول فاتح الأندلس طارق بن زياد إلى مدينة طنجة , بينما الأصّح مثلما ذكره النسّابون العرب و في مقدمتهم مؤسس علم الإجتماع إبن خلدون و كذلك مؤرخون آخرون نسبوا أصل طارق لقبيلة نفزاوة الواقعة قرب منطقة ولهاصة التي تتبع حسب التقسيم الإداري الجزائري الحالي لولاية عين تموشنت.
و يرى المرشد السياحي و الباحث في ميدان التاريخ في مدينة وهران السيد إسماعيل بن يوب , أنه بعد محاولة سرقة عدة أمور تتعلق بالعادات و التقاليد الجزائرية من قبل المغرب مثلما تعلق الأمر بطبق الكسكسي و سباق الفنطازيا .
و كذلك القفطان و حتى فن الراي جاء الدور على الشخصيات التاريخية على وزن طارق بن زياد , التي يريد نظام المخزن الإستحواذ عليها و هو ما اعتبره المعني خلال لايف قام به يوم أمس و الذي لاقى تجاوبا من قبل المتابعين تعّديا صارخا على الإرث التاريخي للجزائر .
و يؤكد السيد إسماعيل بن يوب على أن أصل طارق هو جزائري تموشنتي ولهاصي نفزاوي مستندا بذلك لعدة كتابات وروايات و أشرطة تاريخية , لعل أبرزها الشريط الوثائقي التي أجرته قناة الجزيرة القطرية التي تطالعونه في الرابط أسفل المقال و الذي يقول فيه صحفي الجزيرة بأن أصل فاتح الأندلس هو من إحدى المناطق التابعة لمدينة وهران .
و تقول الروايات التاريخية بأن طارق ولد مسلما لأب اعتنق الإسلام خلال الموجات الأولى للفتح الإسلامي لشمال إفريقيا , و نظرا لخبرته العسكرية صار قائدا مغوارا في جيش القائد موسى بن نصير الذي رأى فيه حنكة و خبرة عسكرية فجعله من بين مقربيه , ووقع عليه الإختيار حتى أصبح أميرا على مدينة طنجة المغربية و تولى شؤونها و نظرا لحبه للغزو في سبيل الله ألّح من خلال مراسلاته لموسى بن نصير على فتح بلاد الأندلس .
و بعد أخذ الإذن من عند الخليفة الأموي في دمشق الوليد بن عبد الملك فتح طارق الأندلس بعد معركة واد لكّة , التي قتل فيها طارق ملك القوط لذريق و أذاق الإسبان علقم الهزيمة و فتح بعدها غرناطة و بلنسية و قرطبة و أراد حتى ولوج بلاد الغال – فرنسا حاليا – لولا تلقيه أوامر صارمة من سليمان بن عبد الملك للإكتفاء بفتح شبه الجزيرة الأيبيرية فقط .
للتذكير أن مسلسل “فتح الأندلس ” فيه إشارات ملمّحة للتطبيع مع بني صهيون كإعطاء أدوار جوهرية لليهود على أنهم كانوا مع السكان الأصليين في تلك الحقبة , و هو ما يوحي برسائل خفية أراد القائمون على المسلسل تمريرها من خلال هذا العمل التلفزيوني .