ما قل ودل

في سابقة أولى في الميدان الأكاديمي…جامعة وهران تتجّهز لتأريخ معارك الأمير عبد القادر

على اليمين ديباجة الندوة العلمية و في الجهة المقابلة الأمير ممتطيا صهوة جواده

شارك المقال

تتجّهز جامعة وهران ممثلة في قسم التاريخ و علم الآثار الذي تترأسه الدكتورة صوافي خيرة بالتنسيق مع مخبر البحث التاريخي مصادر و تراجم الذي يترأسه الأستاذ الدكتور  محمد بن جبور للتحضير لندوة علمية وطنية التي ستحمل عنوان ” معارك الأمير عبد القادر السياقات و الرهانات” و التي سترأسها الأستاذة الدكتورة سيفو فتيحة .

و يعتبر هذا الحدث العلمي سابقة أولى حيث سيخوض القائمون عليه رفقة الحضور الممّيز و المتمّيز لقامات في علم التاريخ و الـتأريخ و المختصين بكل المراحل التي مّر بها أول مؤسس للدولة الجزائرية الحديثة في المجال العسكري لمعارك الأمير , حيث استطاع عبد القادر بن محي الدين خوض عدة معارك أذاق من خلالها علقم الهزيمة لجيوش فرنسا المتخّرج ضباطها من أشهر الأكاديميات العسكرية كمدرسة ” سان سير ” .

و رغم عدم انتهاج الأمير النهج الأكاديمي إلا أن معاركه ذاع صيتها حتى وصلت لما بعد البحار و المحيطات حيث نال الاعتراف و التعاطف من قبل عدة شخصيات عالمية على غرار أبراهام ليكولن و أيضا أدباء مشاهير من عيار فيكتور هيجو , حيث خاض إبن مدينة القيطنة بمعسكر طيلة سبعة عشر عاما قضّاها في مواجهة جحافل الجيوش الفرنسية الغازية عدة معارك أربكت و زلزلت و أسقطت عدة حكومات فرنسية .

و أبرزت معارك الأمير عبد القادر كما تشير إليه ديباجة الندوة العلمية المزمع إقامتها بتاريخ ال27 جوان القادم الوعي و التكتيك الإستراتيجي الذي عرف به الأمير عبد القادر خلال معاركه باعتماده خطط حرب العصابات و الحصار و إتقانه خطط المباغثة التي لم يتناس من خلالها توظيف عامل المناخ , التضاريس و كذا موقع و ميدان كل معركة .

حيث من خلال ما وصل إليه الأمير من دهاء عسكري استطاع أن يقف الند للند أمام جيوش الإستعمار التي ركعت أمامه في عدة صولات و جولات , الأمر الذي جعل فرنسا تعترف بسيادته على غرب ووسط الجزائر ناهيك عن إثبات إبن محي الدين لذكاء و فطنة خلال توقيع المعاهدات مع عدة جنرالات فرنسيين أين كان دائما يخرج منتصرا على الصعيد العسكري و كذا الديبلوماسي .

انتصارات الأمير عبد القادر جعلت من فرنسا تدرس كيفية الإطاحة به حيث جرّبت كل الطرق لعل أبرزها تطبيق استراتيجية الضغط و الحرب النفسية و كذا الدعاية المغرضة , لهذا ارتأى الأستاذ محمد بن جبور من خلال هذه الندوة الوطنية الوقوف عند ظروف و حيثيات معارك الأمير عبد القادر العسكرية و نتائجها و كيف ساهمت في صمود مقاومة الأمير عبد القادر و القدر من الإعتراف و التعاطف و الإلتفاف الجماهيري الذي لقيته من قبل القبائل و الجماهير الشعبية .

و ستعرف هذه التظاهرة العلمية مناقشة عدة محاور لعل أبرزها التأريخ للمعارك الأولى للأمير و تطورها بعد تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة و سيخوض الباحثون أيضا حول المعارك التي خاضها خلفاء الأمير عبد القادر من عيار الخليفة الولهاصي البوحميدي و كذلك الخليفة بن سالم ضف إلى ذلك الأمور اللوجيستيكية التي كان يعتمدها الأمير فيما يخص التنظيم و التجنيد و التسليح و التحصينات إلى غير ذلك من الأمور العسكرية التكتيكية .

و من خلال الدراسة الإستراتيجية لمعارك الأمير الحربية يعكف القائمون على شؤون هذه الندوة العلمية إلى إبراز الكفاءة القيادية و التخطيط العسكري و الشجاعة الحربية التي تمتعت بها شخصية الأمير عبد القادر , الذي شهد له الصديق و العدو بمهاراته الحربية و حسّه الأدبي و العلمي حيث أنه كان رجل سلام عالمي و أول من أسّس لحماية الأسرى و أمضى بشأن ذلك المعاهدات و لعل حمايته للأقلية المسيحية في سوريا خير دليل على الحّس الإنساني الذي تمتع به الأمير عبد القادر الجزائري .

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram