سيحتضن ابتداء من صبيحة اليوم قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة و من تنظيم وزارة الثقافة و الفنون و تحت إشراف الوزيرة صورية مولوجي و منتدى الفكر الثقافي و الإسلامي التابع للوزارة جلسات رمضانية تحمل شعار: الحوار و التعايش .
حيث سينشط هذا المنتدى الفكري خيرة الأساتذة و العارفين و الملّمين بموضوع التعايش الفكري , سيفتتح هذه التظاهرة العلمية في يومها الأول الأسبوع الأول المفكر بومدين بوزيد الذي سيخوض من خلال أول مداخلة التي سيلقيها اليوم على الساعة الحادية عشر صباحا حول موضوع التعايش في الفكر الديني و العلوم الإجتماعية و الإنسانية .
يتعرض الأستاذ بومدين بوزيد حسب حديث مقتضب جمعه بجريدة “المقال” في مفهوم التعايش و كيف برز في الخمسينات واعتمده الفاتيكان في مجمعه الثاني بداية الستينات، وأن هذا المفهوم يجد أصوله في الدين أولا لأن طبيعة الدين تؤمن بفطرة الإختلاف البشري، والدعوة الى التعايش هو القبول بالتعدد والإختلاف الإعتراف بالآخر.
وأضاف أنه في ديننا الإسلام آيات قرآنية تتحدث عن أن الله خلقنا من نفس واحدة وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وهناك من يفضل مفاهيم (التعارف) و(الائتلاف) كما تبّنى الشيخ بن بية ومؤسسته مفهوم (حلف الفضول) ورابطة العالم الاسلامي تستخدم (المشتركات الانسانية) .
مؤكدا أن التعايش يجد أصوله أيضا في فلسفة التنوير والحداثة وخصوصا كانط وهيجل ، غير أن موضوع التعايش تلبّس بالإبراهيمية التي تحولت عند الإسرائليين والإنجيليين الأمريكيين إلى أداة روحية ناعمة لتبرير التطبيع مع إسرائيل والبحث عن شرق أوسط حديد أو مايسمى بصفقة القرن.
ونحن في الجزائر يضيف محدثنا نفهم التعايش بنصرة الشعوب الضعيفة وتحقيق الإنسجام الإجتماعي والإستقرار ومجابهة الكراهية على أساس ديني أو عرقي أو جهوي أو لغوي، من هنا تكون المواطنة في جوهرها هي التعايش الذي يقوم على الخقوق والواحبات واحترام الآخرين والمرأة وحقوق الطفل والحفاظ على البيئة ومكافحة التطرف والإرهاب لأنه يرفض التعايش .
و سينّشط باقي المحاضرات التي ستجري على شكل جلسات رمضانية قامات غنية عن التعريف في مجال الفكر الإسلامي و الفقه و من بين هذه الشخصيات رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد أبو عبد الله غلام الله الذي ستحمل محاضرته حول التعايش و القيم الإنسانية عنوان رؤية معرفية في المنظومة الثقافية الإسلامية اليوم .
و ستكون محاضرة التعايش و فقه المقاصد من تقديم وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الدكتور يوسف بن مهدي و ستكون خاتمة هذه التظاهرة العلمية الرمضانية مسكا حيث سيخوض في مجال التعايش في القرآن و السنة النبوية الدكتور مبروك زيد الخير .