مترجم و منقول من صفحة الباحث أحمد بن سعادة
الجزء الثاني
نعود مجددا معكم خلال الحلقة الثانية من سياسة دعم الإنقلابات العسكرية التي دعمتها أمريكا في عدة مناطق من العالم حيث أخذنا تجربتها الحلقة الماضية في دعم وصول أوغيستو بينوشي لسّدة حكم الشيلي بعدما أطاح بعد انقلاب عسكري سبقه قصف جوي على قصر الرئاسة بالرئيس المنتخب ديموقراطيا سالفاتور أليندي الذي لقي حتفه .
حيث بعد مرور يومين من تنصيب بينوشي عنوة و بقوة الحديد و النار بتاريخ السادس من نوفمبر سنة 1970 إستدعى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون المجلس الوطني للأمن خلال اجتماع الذي شارك فيه مستشار نيكسون للأمن القومي هنري كيسينجر و تفيد وثائق المحادثات التي جرت خلال هذا الإجتماع و التي أفرج عنها مؤخرا .
و جاء خلال تصريحات نيكسون استنادا لهذه المحادثات ما يلي : ” قلقنا الرئيسي من خلال الوضع في الشيلي هو نجاح بينوشي في تسيير البلاد فذلك ليس هو الغرض و يجب أن نحدث مقاربة شعبية صحيحة بالمقابل يجب أن نظهر للعيان عدم رضانا و معارضتنا لنظام بينوشي , يجب أن نخلق صعوبات اقتصادية في الشيلي و يجب أن لا نترك انطباع على أن الخروج من الأزمة لن يكون بالأمر الهيّن في أمريكا اللاتينية , و على الجميع أن يعلم بأن أمريكا ليس سهلا من أن يداس لها على طرف ” .
و صرفت أمريكا من أجل إنجاح الإنقلاب في الشيلي مئات الملايين من الدولارات و كان تدخل جهاز الإستخبارات “السي آي أي ” واضحا من خلال اختلاق الفوضى على الصعيد الإقتصادي , الديبلوماسي و كذا العسكري .
و حسب تقرير أعّد لمجلس الشيوخ الأمريكي فإن صحيفة “الميركيريو” الشيلية و عدة وسائل إعلامية قد تم إرشاؤها من قبل جهاز الإستخبارات الأمريكي بمبلغ مليون و نصف دولار من أجل قيادة حملة دعاية مغرضة ضد الرئيس سلفاتور ألينيدي , و ظهر التواطئ الإعلامي لجريدة “الميريكيريو” و كذا صحيفة ” لا تيرسيرا دولا أورا ” جليا فهما الوحيدتان اللتان سمح لهما بالصدور بصفة جد عادية بعد الإنقلاب .
و إضافة إلى إظهار الوثائق السرية التي كانت بحوزة مدير السي آي أي في تلك الحقبة “ريتشارد هيلمز ” بأن الرئيس الأمريكي أمر بتدعيم الإنقلاب العسكري في الشيلي فإن وثائق سرية أخرى تفيد بأن هنري كيسينجر كان المهندس الرئيسي لتنفيذ هذه المهة القدرة التي دعمت وصول الديكتاتور أوغيستو بينوشي لسدة الحكم .
و تضيف بعض الوثائق السرية التي أفرج عنها مؤخرا ضلوع عدة ضباط في الجيش الشيلي في العمالة للجانب الأمريكي و تبث في حقهم انتهاك لحقوق الإنسان في الشيلي و كان بعضهم في اتصالات دائمة بجهاز الإستخبارات الأمريكي و الجيش الأمريكي .
و الأمر المثير للإنتباه من خلال الوثائق السرية التي كشف عنها مؤخرا أن واحدة منها حملت توقيع هنري كيسينجر بتارخ 9 نوفمبر 1970 التي كانت تخص عدة أنظمة ديكتاتورية بأمريكا اللاتينية و كان يدعو المعني لإجراء مشاورات وثيقة مع الحكومات الرئيسية في أمريكا اللاتينية ، ولا سيما البرازيل والأرجنتين ، لتنسيق الجهود لمعارضة الإجراءات الشيلية التي قد تتعارض مع المصالح المشتركة , و لتحقيق هذا الهدف يضيف كيسينجر بأنه ينبغي مضاعفة الجهود لإقامة علاقات وثيقة مع القادة العسكريين الودودين في مختلف أرجاء المعمورة والحفاظ عليها.
تزامنا مع العقوبات الرياضية على روسيا…التاريخ يشهد لتعاون الفيفا مع الديكتاتوريات العسكرية
يتبع