الباحث في التاريخ خلف الله زكرياء
كان الأمير عبد القادر مربوع القامة، قويا ضليعا، مفتول العضلات، كان يمكث 36 بل 40 ساعة ممتطيا جواده، يتحدى المدافع والرصاص، كان سريع في كلامه حيث تتفاوت كلماته بعضها بعضا في بعض الأحيان وذلك من قوة ثقته بنفسه .
يقال أنه كان يركب واقفا فوق جواده للحظات أثناء الحرب ليرهب أعداءه وليشحن الفرسان، كانت سحنته مزيجا من الطاقة والزهد والصفاء ينشر على محياه حسنا وبهاءا أخاذين , وقد قال عنه بيجو الذي قابله غداة إمضاء معاهدة تافنة:” تأملت لحظة هيئته ولباسه الذي لم يكن يغاير أبسط لباس العرب، سحنة وجهه تشبه نوعا ما الصورة التي ترمز للمسيح، لون لحيته كستنائي يميل إلى السواد، عظيم الهمة، كبير الفم، أسنانه غير منتظمة في بياض رائع، له هيئة الناسك الورع”.
وتحدث عنه ليون روش، الذي كان أكثر قربا منه فقال كان حنطي اللون، عريض الجبين، أهدابه سوداء ورقيقة، على عينين خضراوين ساحرين، أقنى الأنف، رقيق الشفتين، أسود الشعر، كّث اللحية، معّبر الوجه، وشم صغير يتوسط أشفار العينين تبرز أناقة جبينه، يده رقيقة وضعيفة ساحرة في بياضها تبرز منها عروق زرقاء، أصابعه أنيقة وطويلة، تنتهي بأضافر وردية مقلمة، ورجله التي كان كثيرا ما يعتمد عليها تشبه يده بياضا وأناقة، قامته لا تتجاوز خمسة أقدام” حوالي متر وسبعين سنتمتر”، لكن عضلاته المفتولة تبرز قوته وصلابته.
ويعرض علينا توسان دي مانوار فيقول كان الأمير ممتلئ الجسم، معتدل القامة، أبيض اللون في شحوب، رمادي العينين تميلان إلى الإخضرار، وجهه جميل ورائع , كان لباسه بسيط قميص من القطن عليه صدار من الصوف، وشاش من الصوف الرقيق الأبيض، وأحيانا يرتدي البرنوس الزغداني محلي الصنع “معسكر” كان يمنع رجاله من التزين في لباسهم ذلك أن التزين متروك للنساء في زمن الحرب