ما قل ودل

الندوة العلمية رقم 24 تمت عبر تقنية التحاضر عن بعد… مخبر اللهجات ومعالجة الكلام يخوض في حجاجية الخطاب القرآني

ملصق الندوة العلمية و على الشمال مباشر تقنية التحاضر عن بعد

شارك المقال

انعقدت الندوة العلمية رقم 24 لمخبر اللهجات ومعالجة الكلام، والافتتاحية في هذا الشهر المبارك، عبر تقنية التحاضر عن بعد (Google meet) قدمت الندوة الدكتورة إيمان جربوعة من جامعة قسنطينة1، وأشرفت عليها أ.د.سعاد بسناسي، مديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام، ورئيس الفرقة الأولى، وكان الحضور متميزا نوعيا من مختلف جامعات الوطن أساتذة وطلبة، من وهران، قسنطينة، سطيف، معسكر، سيدي بلعباس، غليزان، الشلف.

حيث افتتحت الندوة الأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي، ورحبت بالحضور والمشاركين، وقدمت السيرة الذاتية للدكتورة إيمان جربوعة، وكان ذلك بحضور أعضاء المخبر، منهم: الدكتورة العابد الزهراء المدرسة العليا للأساتذة وهران، عضو الفرقة الأولى، والدكتورة حسنية عزاز، جامعة سيدي بلعباس، عضو الفرقة الأولى، والدكتور كمال عمامرة، جامعة الشلف، عضو الفرقة الثالثة، والدكتور هشام رحال، جامعة غليزان، عضو الفرقة الأولى، والدكتورة فاطمة بن عدة، جامعة غليزان، عضو الفرقة الأولى .

وتم تسجيل الندوة لنشرها عبر الصفحة الرسمية للمخبر حسب الدكتورة سعاد بسناسي التي أشارت إلى أنه سيتم بث الندوات المقبلة مباشرة عبر الصفحة للمهتمين، وستلي هذه الندوة سلسلة من الندوات تم الإعلان عنها، وسيتم نشر الروابط للمهتمين من داخل وخارج الوطن.

ثم أحالت الأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي مسيرة الندوة الكلمة إلى الدكتورة إيمان جربوعة، لتقديم محاضرتها حول: “حجاجية الخطاب القرآني – نماذج تطبيقية-” التي بدورها نوهت بجهود المخبر والقائمين عليه، وتميز نشاطاته، وقالت إنّ الخصوصية الجوهرية في المحاضرة تتمثل في: (الاستمالة – التأثير – الإقناع ) التي توفرت في القرآن جعلت منه خطابا حجاجيا بالدرجة الأولى .

و تعد الآليات اللغوية من أهمها ذلك أنها تنصهر فيما بينها لتحقيق الهدف المقصود وهو استمالة المتلقي والتأثير فيه , وفي ضوء هذا الطرح تذكر الدكتورة أنها حاولت تتبع واستنباط بعض أدوات الحجاج اللغوي في القرآن الكريم , ذلك أن الخطاب القرآني يمتاز ببنائه اللغوي المشحون بالسمات التواصلية التي تحاور وتسرد وتؤكد وتبرهن … والتي تعد أدوات حجاجية اعتمدها الخطاب القرآني لإيصال مقاصده إلى المتلقي و إقناعه، مستفيدين في ذلك من المقاربة التداولية في الكشف عن هذه الآليات التي وظَّفها هذا الخطاب للتأثير على المخاطبين و سلوكاتهم، واستمالة عقولهم وتوجيه نفوسهم وإقناعهم بعقيدة التوحيد.

وتهدف بذلك إلى الإجابة على بعض الإشكاليات لعل أهمها: ـــ هل القرآن الكريم خطاب حجاجي ؟ و إن كان كذلك ما هي أهم الآليات اللغوية الموظّفة فيه والتي يُتَوسَل بها لتحقيق الإقناع ؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات ضُبط هيكل هذه المداخلة وفق ثلاثة عناصر رئيسة هي: “مفهوم الحجاج” الذي يعدّ أحد أهم مباحث الدرس التداولي فهو جنس خاص من الخطاب يُبنى على قضية أو فرضية خلافية، يعرِض فيها المتكلم دعواه مدعومة بالتبريرات ، عبر سلسلة من الأقوال المترابطة ترابطا منطقيا قاصدا إقناع الآخر بصدق دعواه .

ثم تطرقت المداخلة للحديث عن “المرجعية اللغوية في الحجاج” ؛ والتي أسّسها وأرسى دعائمها كل من اللغوي الفرنسي “أوزفالد ديكرو” مع زميله “جون كلود أنسكومبر”؛ وهي نظرية لسانية بحتة تُعنى بالوسائل اللغویة وبإمكانات اللغات الطبیعیة التي یتوافر علیها المتكلِّم، وذلك بقصد توجیه خطابه وجهة ما تمكِّنه من تحقیق بعض الأهداف الحجاجیة.

ثم عرّجت المداخلة للحديث عن “الحجاج في الخطاب القرآني” فالمتتبع لآي الذكر الحكيم يجد ظاهرة ” الحجاج” بارزة بقوة في كل القضايا التي يطرحها، وكأنّه مبني عليها من ألفه إلى يائه، حيث يُلفيه يوظِّف الحجج بشتى أنواعها سواء كانت لغوية أسلوبية، أو بلاغية، أو منطقية أو غير ذلك، فقد تميّزت آيات القرآن الكريم بأساليب حجاجية تعتمد على إعمال العقل والتفكير والبرهان والحجة، و ذلك لردّ الرأي برأي أقوى منه والحجة بحجة أبلغ منها.

ثم انتقلت الدكتورة إلى الشقّ التطببقي فيها، وهو عرض لـ”أهم الآليات اللغوية للحجاج وتطبيقها على نماذج من الخطاب القرآني”؛ والتي تتمثل في” الروابط الحجاجية”؛ وهي أدوات لغویة تصل بین ملفوظین أو أكثر تمّ سوقهما ضمن نفس الاستراتیجیة الحجاجیة، ومن أنواعها روابط التعارض الحجاجي مثل: “لكن” و”بل”، وروابط العطف الحجاجي مثل “الواو” و”الفاء” و”ثمّ” وغيرها، و”العوامل الحجاجية”؛ وهي نوع آخر من المؤشّرات اللغوية يسهم في إقناع المتلقي إذ تقوم بـــحصر و تقييد الإمكانات الحجاجية التي تكون لقول ما.

ومن نماذجها:”لا… إلا” ، “ما …إلا” ، “ربما” وجلّ أدوات القصر، وقد بيّنت المداخلة كيف ساهمت هذه الآليات اللغوية في تقوية الحجج وإقناع المتلقي بالهدف المنشود من الآيات، لتُختتم بأهم النتائج المتوصل إليها والتي من أبرزها أن القرآن الكريم خطاب حواري وحجاجي يرمي إلى الإقناع والتأثير العقلي والوجداني .

كما كان دور الروابط والعوامل الحجاجية في سياق هذا الخطاب هو التأثير والإقناع و قد تم انتقاء مواضعها فيه بدقة متناهية من أجل تحصيل هذه الغاية، وتوصيل المقاصد الحجاجية التي يريدها.

وعقب ذلك منحت الأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي وقتا للمناقشة، وإثراء مايمكن من المشاركين، منهم طالب الدكتوراه سلمان حمداش، والدكتور هشام رحال، والدكتورة حسنية عزاز، وختمت الندوة بشكر جميع المشاركين على أمل اللقاء في ندوة لاحقة .

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram