يبدو أن كل الطرق المنتهجة من الإتحاد الأوروبي برفقة الولايات المتحدة من أجل تركيع الدّب الروسي لم تعد تجدي نفعا , حيث أن روسيا بدأت تسير بالسرعة السادسة من أجل الرّد على ما يصدر من الغرب حيث باشر الكرملين في انتهاج خطوة تاريخية بإعطائه أوامر لدفع ديون روسيا لدى الغرب بالعملة المحلية “الروبل”.
و أعلنت وزارة المالية الروسية اليوم، أنها سددت بالعملة الروسية الروبل قروضا أجنبية لسندات مقومة بالدولار، وذلك بعدما رفض مصرف مراسل أمريكي إتمام أوامر الدفع بالعملة الأمريكية .
وبذلك تكون روسيا قد سددت للمرة الأولى ثمن قروض أجنبية بالعملة الروسية، وأكدت من خلال الخطوة التزامها الوفاء بتعهداتها المالية على الرغم من القيود الغربية (عقوبات)، وروسيا من خلال الخطوة قد تجنبت التخلف عن سداد ديونها السيادية في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها .
ووفقا لبيان صدر عن الوزارة الروسية فقد تم سداد مبلغ بقيمة 649.2 مليون دولار لمقرضين أجانب بالعملة الروسية، وذكرت الوزارة، أن روسيا لأول مرة سددت سندات يوروبوند (دولية) “روسيا-2022” و “روسيا-2042” لحامليها الأجانب بالروبل بعد أن رفض بنك أجنبي تنفيذ أوامر بالعملة الأجنبية .
بالمقابل و جراء تعنت شركة شيل البريطانية في إصرارها على مغادرة الأراضي الروسية كرد فعل على الحرب الروسية الأوكرانية خسرت الشركة البريطانية ما قوامه خمسة ملايير دولار و هو ما يعتبر مبلغا ضخما سوف يدخل هذه الشركة في متاعب مالية و من الممكن أن تبدا في تقليص عدد الوظائف و هو ما سيرفع من أرقام البطالة في المملكة المتحدة .
و على صعيد آخر توترت العلاقات ما بين أوكرانيا و المجر حيث اتهمت كييف المسؤولون الهناغاريون بدعم بوتين والإخلال بالوحدة الأوروبية بعد رفض بودابيست فرض عقوبات على مجال الطاقة الروسي .
و أمام كل هذه التضاربات و التحولات التي باتت تضرب السوق الأوروبية مؤخرا خرج رئيس الوزراء الروسي ليقولها بصريح العبارة و كنوع من الإستهزاء بقرارات أوروبا و أمريكا أن الغرب فشل في تدمير اقتصاد روسيا .
ليشّدد المتحدث بإسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اللهجة اتجاه الدول غير الصديقة لروسيا حسب تعبيره قائلا بأن موسكو لا تستبعد إمكانية قطع العلاقات بينها ودول الغرب، على خلفية موجة غير مسبوقة من عمليات طرد دبلوماسيين روس منها .
و أمام هذا وذاك يبقى فتيل الحرب مشتعلا بين الروس و الأوكرانيين و تبقى الحرب الإعلامية هي السائدة و التي قالت بشأنها الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن كل الحملات السبيرانية التي توجه نحو روسيا المتسبب فيها رقم واحد هي أمريكا .
حيث صرّحت “كل جهود الاتجاه العالمي السائد، بما في ذلك منصات الإنترنت الأمريكية، حشدت للترويج للقصص التي تدور حول مدينة بوتشا والاستفزاز الإجرامي الذي حدث هناك”، مشددة على أن ما جرى في بوتشا “يتجاوز كل الحدود، لأنه تم عن قصد ” .