يروي إبراهيم جوادي الذي ينحدر من منطقة بوسعادة أنه كان حاضرا يوم اختطاف الشيخ العربي التبسي من بيته، امسية 04 افريل من سنة 1957 كما كان شاهد عيان على عملية إعدامه الرهيبة .
و التي كانت سببا في فراره من الجيش الفرنسي و التحاقه بجيش التحرير الوطني و مما جاء في روايتة أن عملية تعذيب الشيخ تكفل بها جنود مرتزقة من السنغال يعملون ضمن الجيش الفرنسي ( اللفيف الاجنبي ) و كان الشيخ رحمه الله بين أيديهم صامتا لا يتكلم .
إلى أن نفذ صبر قائد فرقة القبعات الحمر الجنرال لاغايارد حيث بعد أيام من الإستنطاق و التعذيب أعّدت للشيخ قدر كبيرة مليئة بزيوت المركبات العسكرية والإسفلت الأسود وأوقدت من تحتها النيران إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دون شفقة أو رحمة.
ثم طلب منهم لاغايارد حمل الشيخ العربي فحمله أربعة من الجنود السنغاليين وهو موثوق اليدين و الرجلين ثم رفعوه فوق القدر المتأجج وطلبوا منه الاعتراف بما بحوزته من معلومات عن الثورة التحريرية مع قبول التفاوض وتهدئة مجاهدي جيش التحرير والشعب الجزائري گكل بحكم المكانة الكبيرة للشيخ العربي التبسي في أوساط الجزائريين و تقديرهم لمواقفه و مواقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين .
لكنه خيّب أملهم و ظل يردد بهدوء كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله , وأمام صبره الكبير على الأذى جّن جنون زبانية فرنسا الإستعمارية و أزلامها السنغاليين فتم وضع قدميه في القدر المتأجج حتى أغمي عليه .
ثم أنزل شيئا فشيئا إلى أن دخل بكامله فاحترق وتبخر … رحم الله شيخنا العربي التبسي و كل شهداء الجزائر برحمته الواسعة و أسكنهم فسيح جناته .