تحت إشراف أ.د.سعاد بسناسي قدمت الدكتورة نزهة خلفاوي، من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربيةـ وحدة تلمسان ندوة حول تطوير مناهج اللغة العربية حاولت من خلالها تسليط الضوء على مدونات المتعلمين باعتبارها مدخلا لتطوير مناهج اللغة العربية , وذلك في ضوء لسانيّات المدوّنات.
ذلك أنّ هذه المدونات تعدّ نقطة التقاء محوريّة، لا تستهدف جمع المادّة اللغويّة “النصوص المنطوقة والمكتوبة التي ينتجها المتعلمون” وحوسبتها بالاستفادة ممّا تتيحه اللّسانيّات الحاسوبيّة فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى إتاحة إمكانيّات استخدام أدوات وبرامج ذكيّة لمعالجة نصوص تلك المدوّنة.
بما يسمح بالارتقاء بالبحث العلميّ والتّقنيّ الذي يُعنى بتعليمية اللّغة العربيّة في ضوء مستجدّات التّكنولوجيا المتقدّمة من جهة، وتطوير مدخلات العملية التعليمية التعلمية وفي مقدمتها المناهج من جهة ثانية.
ومن هذا المنطلق ; حاول ذات الدكتورة التعريف بمدونات المتعلمين وإبراز أهميّها في البحث اللّغويّ العربيّ المعاصر عموما ، وفي الأبحاث التربوية على وجه الخصوص، باعتبار ما تكتنزه من بيانات ضخمة تعدّ، من جهة مادّة قادرة على تطوير برامج وتطبيقات حاسوبيّة كفيلة بمعالجة البيانات اللّغويّة عن طريق إعادة تنظيمها وترتيبها بما يسمح بإجراء دراسات إحصائيّة تتيح التحقّق من صحّة الفرضيّات .
والوقوف على أهمّ النّتائج المبنيّة على الحدس في ضوء الاستعمال الواقعيّ للنّصوص، ومن جهة ثانية بما توفّره من إمكانيّات قراءة مخرجات العملية التعليمية التعلمية ” ماينتجه المتعلمون من نصوص” انطلاقا من التّحليل العلميّ الدّقيق لمكوّناتها اللّغويّة الدّاخليّة، عن طريق الإحصاء الكميّ والنّوعيّ المعتمد على محرّكات بحث شبكيّة وبرامج حاسوبيّة متطوّرة قادرة على جرد الفئات التّحليليّة الصوتيّة والصرفيّة والمعجميّة والنّحويّة والدّلاليّة.
وربطها بالسّياقات الخارجيّة المحيطة بها , و انطلقت الباحثة نزهة خلفاوي في هذه الورقة البحثية من سؤال رئيس يتمحور حول مدى إسهام مدونات المتعلمين في الارتقاء بالأبحاث العلمية اللسانية والتربوية، ومن خلال ذلك الارتقاء بمناهج تعليم اللغة العربية، عن طريق استثمار النتائج التي تقدّمها بخصوص عديد الظواهر اللغوية كأخطاء المتعلمين والتّلازم اللّفظيّ في مختلف المستويات اللّسانيّة.
والتّكرار في مختلف المستويات اللّسانيّة أيضا، وتعقّب الكلمات الدّالة، وتحليل التّكرار والشّيوع، والأساليب الأكثر حضورا، وغيرها من القضايا اللّغويّة التي قد تثير إشكالات في تعاطينا مع النصوص التي ينتجها المتعلمون باعتبارها مادّة قابلة للدّراسة العلميّة الدّقيقة المستندة إلى برامج حاسوبيّة ومعادلات رياضيّة مضبوطة، تسلّم نتائجها للباحث اللّسانيّ بهدف التّحليل والتّفسير بعيدا عن الحدس والذّاتيّة.
وفي هذا الإطار وقفت الدكتورة في هذه المداخلة على مجموعة من النقاط لعل من أهمها: – التعريف بالمدونات الحاسوبية وأهميتها في البحث العلمي المعاصر , – التعريف بمدونات المتعلمين وببعض التجارب العربية الناجحة في بناء هذه المدونات , – إبراز القيمة العلميّة لمدونات المتعلمين وقدرتها على الدّفع بالبحث العلميّ والتّقنيّ الذي يعنى باللّغة العربيّة نحو آفاق متجدّدة وبتطوير تعليمية اللغة العربية ومناهجها , – مقاربة الإمكانات اللّغويّة والتّقنيّة التي تتيحها مدونات المتعلمين في مجال تطوير مناهج اللغة العربية.
وللإشارة حظي موضوع الندوة باهتمام من طرف الحضور النوعي للأساتذة من الجامعات الجزائرية، وهران، معسكر، غليزان، سيدي بلعباس، سطيف، وجامعة باتنة1من خلال حضور الأستاذ القدير عبد الكريم العوفي الذي أثنى على مجهودات أسرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام، وكذا محاضرة الندوة القيمة، وكذا تدخل أساتذة من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية وحدة تلمسان .
من بينهم الدكتورة حورية نهاري، والدكتورة أمينة شنتوف، والدكتورة بن عدة فاطمة من جامعة غليزان، والأستاذ سلمان حمداش طالب دكتوراه علوم، مع الطالب سي موسى عبد الغاني، طالب دكتوراه طور ثالث بإشراف أ.د.سعاد بسناسي .