بعد حرب التصريحات الإعلامية و تراشق التهم بين الجانب الروسي و نظيره الأمريكي تطور اللعب هذه المرة نحو المكشوف , حيث أظهر المقاتلون الشيشان جواز سفر تابع لأحد العملاء الإستخباراتيين الأمريكان الذي تمت تصفيته في ماريوبول من قبل جيش قاديروف ليبرهن الروس للرأي العالمي صّحة نظريته بشأن التدخل السلبي لأمريكا بشأن الأزمة الأوكرانية .
و دائما بشأن التدخل الأجنبي في أوكرانيا أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم القضاء على نحو 30 مرتزقا بولنديا في مقاطعة خاركوف تابعين لشركة عسكرية خاصة و هو ما يعّزز و يقّوي الطرح الروسي في حالة إجراء تحقيقات على أعلى المستويات لدى مجلس الأمن , لذا يعمل الجيش الروسي بتوثيق كل الخروقات الأجنبية بالصوت و الصورة كي يدعم ملفه .
و يبدو أن نظام الكرملن أصبح مصّمما أكثر من أي وقت مضى لإستكمال العملية العسكرية في أوكرانيا حتى تحريرها بالكامل , و جاءت هذه التصريحات لتوحي بأن مدة الحرب التي ظن العالم أنها ستنتهي في أقرب وقت سوف يطول أمدها و هو ما أضحى يقلب كل المعطيات رأسا على عقب , حيث قال بشأن ذلك المتحدث باسم الكرملين: “االمهمة الرئيسية هي تحريرها (أوكرانيا) من هذه الكتائب القومية قبل كل شيء. العملية مستمرة، والمهام القائمة معروفة جيدا. يجب تنفيذها وسيتم تنفيذها، يجب ألا يكون هناك شك”.
و على صعيد آخر يبدو أن أثار الحرب في أوكرانيا بدأت تلقي بعواقبها في بريطانيا حيث تم تسجيل ارتفاع رهيب بمعدلات الفقر في بريطانيا وبنوك الطعام تقترب من “نقطة الانهيار” حسب آخر الإحصائيات , وهو ما ينذر بأزمة مالية في الأفق يمكنها أن تعصف بالتاج البريطاني في حالة عدم التحكم فيها بالشكل الصحيح .
و على وزن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها أضحت العقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا محفزة بحذ ذاتها لنظام الكرملن مثلما أشارت لذلك وسائل إعلامية روسية , حيث أضحت تجلب الركود للإقتصاد الأمريكي و دعمت هذا الطرح جريدة “الواشنطن بوست ” قائلة بأن هذه العقوبات سوف تصبح محفزة للتضخم المالي حيث أن مهمة بايدن لمعاقبة موسكو انعكست سلبا على الجهود المبذولة لضبط الأسعار .
و حسب الصحيفة ذاتها فإن مثل هكذا عقوبات ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار في مختلف المجالات بما في ذلك أسعار المواد الطاقوية و كذا الغذائية , علما أن وزارة العمل الأمريكية سبق لها و أن أعلنت بأن التضخم المالي في البلاد ارتفع إلى نسبة 8.5 بالمائة ليصبح أكبر مؤشر منذ عام 1981 و هو ما ينذر بثورة جياع مستقبلا في بلد الحريات .