الجزء الرابع
لعل جميع قرّاءنا الأعزاء تابعونا في الحلقات الثلاث الماضية و نحن نسرد قصة الشاب المسيحي الذي كان خادما وفّيا للكنيسة في إحدى الضواحي الباريسية و كيف تحول من النصرانية إلى دين الله حنيف حيث بعد أن غير اسمه من “أوزفالدو مانويل ” إلى ” يوسف ” و تزوج مثلما ورد من مغتربة جزائرية ذات الأصول الوهرانية ها نحن اليوم نسرد قصة يومياته و كذلك نشاطه الدعوي .
حيث استطاع من خلاله إدخال النصارى إن لم نقل الملحدين إلى دين الصراط المبين علما أن القصصالتي سنرويها لكم و التي استهوتنا لما تتمتع بها من عنصر التشويق سمعناها من المصدر ذاته خلال جلسة أخوية جمعت صحفي جريدة “المقال” بالمعني خلال أولى سنوات الألفية في حي الصديقية بوهران .
يقول الشيخ يوسف أنه بعدما مّن الله عليه بدخول الإسلام كانت أولى خطواته النهل من كتاب الله و حفظ آياته و الإطلاع على التفسير و كذلك سّنة خاتم النبّيين , هذا إلى جانب عمله اليومي حيث يشتغل مكلفا بالحسابات في إحدى الشركات , حيث باتت أوقات فراغه يقضيها في المسجد .
و بعد تتلمذه على أيدي عدة شيوخ أصبح مؤّهلا كي يرافق أصحاب الدعوة إلى دين الله بلا غّلو أو تشّدد لأن الإسلام حسب الشيخ يوسف مثلما استخلصه شخصيا هو دين رحمة و لا يمكنك أن تقيم الحّجة لولا سعة الخاطر , فيجب أن ينظر غير المسلم إليك عبر أخلاقك و شيمك و تصرفاتك تماما مثلما دخل دين الحق إلى جزر المالديف و أندونيسيا حينها لم يعتنق الناس الإسلام بحّد السيف و لكن عن طريق معاملة التجار المسلمين السمحة لسكان تلك البلدان الأصليين .
يضيف محدثنا أن من بين الخرجات الدعوية التي يتذكرها جيدا و بقيت محفورة في ذهنه هي تلك التي قادته نحو الجزائر , أين تجّول في مختلف مدنها هو و بعض أصحابه ممن كانوا نصارى و اعتنقوا الإسلام حيث كانوا يمّرون على المحلات و يدعون الناس إلى أداء الصلوات في وقتها .
و هنا يقول الشيخ يوسف أنه تصادف و أن قاموا بالكلام مع أحد الميكانيكيين بوهران , و الذي عرفهم عبر لكنة لغتهم و هنا قال لهم ” و الله هذه من علامات الساعة أن يدعوني للصلاة أعاجم فلن تكونوا أحق مني بما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ” و حلف أغلظ الأيمان أن يكون من الآن فصاعدا ممن يؤدون الصلاة في وقتها .
و يقول الشيخ يوسف أنه عبر كل ما مّر به من تجارب دعوية وجد الجزائريين مقربون جّدا لدين الله و يحبون تعاليمه , و هنا يذكر أنه عندما كان صغيرا وجد الإحترام ما بين الأم التي يعتبر حبها مقدسا لدى الجزائريين , و كذلك الوالد الذي يعتبر بمثابة البوص و الأولد مهما كبروا في السن , و وجد أن عائلته عبر جيرانها المسلمين كانت تحترم الدين الحنيف حيث يقول أنه في كل جمعة كانت تتّلقى عائلته طبق الكسكسي من جيرانها المسلمين , فالمعاملة هي العملة الأولى للدعوة لدين الله الحنيف .
يتبع
يحاول مع والديه وأدخل أخوه للإسلام…الشيخ يوسف يتزوج وهرانية و يصبح داعية