عبد المجيد سجال – مستشار إقتصادي و إجتماعي –
الأغلبية تفكر في مستقبل بلماضي و المنتخب الوطني بعد نكسة المونديال ، أليس فينا من يفكر في مستقبل الأمة بعد نكساتنا العديدة ؟ أليس فينا من يفكر في الأجيال القادمة و من أين سيقتات أحفادنا إذا جف ضرغ النفط و الغاز ؟ .
لابد لابد لابد من جرد عام لكل الإمكانيات المادية و اللامادية و الطبيعية و المعرفية و البشرية و الإجتماعية و المؤسساتية للبلاد ، بعدها سّد الخلل و استثمار ما نملكه و استزراع ما لا نملكه … بلدية بلدية و ريف ريف .
لو نستطيع أن نوّرث الأجيال القادمة منظومة تعليمية و صحية و فلاحية متطورة ، نكون قد قدمنا لها الكثير علينا أن نستفيد من درس غزوة أحد و أن لا نستعجل اقتسام الغنائم في حربنا ضد الهزال الحضاري .
مستقبل هذه الأمة مرهون باستقلالها الإقتصادي و هذا الأخير لن يكون إلا بإعداد العدة , حينما يفكر العامة في فطور اليوم القادم على النخبة أن تفكر في فطور ( طبعا الأمر أسمى من مجرد فطور )العقد و القرن القادم .
و المفتاح هنا هو خلق الدافعية لدى العامة بشكل يجعلهم يحّضرون لفطور العقد القادم و هم يعتقدون أنهم يحضرون لفطور اليوم القادم فقط , بمعنى أكثر وضوح هو تقاطع المصالح بين النخبة و العامة في شكل يجعل كل القوى تدفع الصخرة الجاثمة على صدر الأمة في اتجاه واحد و ليس في اتجاهات متعاكسة تجعلها ثابتة و تزداد غورا في العظم هي رياضيات و فيزياء دقيقة ، بل إنها ميكانيكا النهضة