تحت إشراف البروفيسور سعاد بسناسي مديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام، تم تقديم الندوة العلمية التاسعة والعشرين، من طرف البروفيسور محمد شرقي(متخصص في النقد السينمائي والمسرحي، جامعة وهران 1، ورئيس الفرقة الثالثة في المخبر) وكانت مداخلته عن علماء القطاع الوهراني قبل الاحتلال الفرنسي.
وانضم إليه الباحث والمرشد السياحي اسماعيل بن يوب(مهتم بالتاريخ المحلي لولاية وهران، ومنشط عدة حصص تلفزيونية تاريخية وثقافية) مقدما ورقته البحثية بعنوان وهران قبلة العلماء و مقام العظماء، وكانت بحضور أساتذة من مختلف جامعات الوطن، وكذا أعضاء المخبر والباحثين وطلبة الدكتوراه.
حيث شهدت هذه الندوة نشاطا علميا وإثراءً فكريا , ولقد تعرض الأستاذ الدكتور محمد شرقي في مداخلته الموسومة ب:”علماء القطاع الوهراني قبل الاحتلال الفرنسي” إلى مفهوم العلم والعلماء في تلك الفترة(الغزو الإسباني)، ومن ثم عرج إلى ذكر أهم الوجوه العلمية التي نشطت قبل الاحتلال الفرنسي من فقهاء ومؤرخين أسهموا بجهودهم في هذه الحركة العلمية.
وفي إثراء تاريخ وهران العلمي والأدبي والفقهي، وأتى على ذكر جملة منهم: العلامة سيدي أبي رأس الناصري الذي وصلت مؤلفاته إلى حدود ستين مؤلفا، حيث اعتُبِر أكبر المؤلفين في عصره بعد السيوطي ولقب بالبحر و أيضا سيدي عبد القادر المشرفي المعسكري عالم الدين المولود بوهران وكان أستاذا لأبي رأس الناصري و عرف عنه زهده، ومن مؤلفاته بهجة الناظر و أيضا الشيخ أحمد بن سحنون الراشدي المولود بمعسكر والمعروف بنظمه للشعر.
كما تعرض أيضا لمسيرة الشيخ مسلم بن عبد القادر الوهراني الذي كان ينظم الشعر كما كان يكرم الشعراء والعلماء مسلم بن عبد القادر الوهراني مؤلف بايات وهران حيث كان كريم اليد وحسن الطوية مع المثقفين الآغا بن عودة المازاري والشيخ محمد بن يوسف الزياني واختتم الأستاذ الدكتور محمد شرقي مداخلته بتوصيات قدمها للباحثين الجدد يدعوهم الاهتمام بهذه النخبة من العلماء والعودة إلى مؤلفاتهم والأخذ عنهم، حتى لا يبقى التراث العلمي والفكري مدفونا في بطون مدوناتهم، وأن هذا هو السبيل الصحيح لقراءة الموروث الحضاري للبلاد.
ولقد تطرق الباحث والمرشد السياحي إسماعيل بن يوب في ورقته البحثية الموسومة ب : “وهران قبلة العلماء ومقام العظماء” إلى كبار علماء القطاع من المشايخ الذين مروا تأليفا على أحداث وتاريخ وهران في فترة المبادلات التجارية و الدينية والفكرية بينها وبين الأندلسيين خاصة ما شهدته من رحلات علمية.
ومن جملة هؤلاء ابن محرز الوهراني الملقب بركن الدين والذي عين بدمشق إماما على مسجد دارية , سيدي الهواري المغراوي الذي يعده أهل وهران من أولياء الله الصالحين حيث تعلم القرآن والعلم مبكرا وبدأ الأسفار منذ سن السادسة عشر من عمره وكان مّرسا بفاس, سيدي ابراهيم التازي الوهراني الذي كان من أولياء الله الزاهدين وعباده الصالحين المخلصين، إماما في علوم القرآن ومقدما في علوم اللسان، حافظا للحديث بصيرا بالفقه وأصوله.
و من أهل المعرفة التامة بالدين يذكر السيد بن يوب العلاّمة أحمد بن سحنون الراشدي الذي يّعد من المؤرخين لفترة بايلك الغرب بحكم توليه منصب كاتب الباي محمد بن عثمان الكبير إضافة لكونه ناظم شعر , كما أشار ذات الباحث أيضا إلى أهم دور العلم التي شهدتها وهران في هذه الفترة من بينها مسجد ابن البيطار الذي تم بناؤه في فترة الدولة المرينية وسمي بذلك تكريما للعلامة الأندلسي ابن البيطار الفيه و الضليع في علم الصيدلة .