ما قل ودل

الحلقة الثالثة من منتدى الفكر الثقافي الإسلامي…الدكتور عبد القادر بخوش يحاضر حول الأديان و التعايش

شارك المقال

تحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، تواصلت اليوم الثلاثاء 19 أفريل 2022 سلسلة حلقات منتدى الفكر الثقافي الإسلامي ، بتنظيم الحلقة الثالثة من فعاليات هذا النشاط الثقافي الذي تنظمه الوزارة تحت شعار “الحوار والتعايش”.

و جرت هذه الندوة الثقافية بحضور كل من السيد أبو عبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الأب الخوسيه ماريا أسقف كاتدرائية السيدة الإفريقية بالعاصمة، والدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعدد معتبر من الأساتذة والباحثين وغيرهم من المهتمين.

ضيف العدد الثالث من المنتدى كان الدكتور “عبد القادر بخوش”، رئيس قسم العقيدة والدعوة بجامعة قطر، أستاذ سابق ونائب مدير جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة سابقا، الذي قدم مداخلة تحت عنوان: “الأديان والتعايش: نحو تأصيل علم مقارنة الأديان في الثقافة الإسلامية”.

وثمّن الدكتور في مداخلته مبادرة وزارة الثقافة والفنون وعلى رأسها الدكتورة صورية مولوجي التي فكرت وأشرفت على إقامة هذا المنتدى، وعلى اختيارها لمثل هذه المواضيع.

رئيس قسم العقيدة والدعوة بجامعة قطر ركّز في مداخلته على أن الحضارات البشرية عرفت عبر التاريخ صراعاً كان من الممكن تفاديه أو الحد من همجيته بنشر قيم التسامح والتعايش الديني الذي حثت عليه جل الديانات السّماوية والأرضية معاً، وقد كلف ذلك الصراع خسارات مادية وروحية كبيرة؛ حيث انهارت حضارات بأكملها، وزهقت أرواح الملايين، ولا تزل تزهق حتى عصرنا الحالي.

مضيفا أن الحاجة إلى تكريس مبدأ التعايش أصبحت ضرورة ملحة في وقتنا الحالي، نظرا لما وصلنا إليه من مظاهر العنف، وأدواته، وارتكابه بحق الإنسانية والإنسان عموماً في كل بقاع الأرض، فباتت الدعوة لأهمية التعايش الديني، هدفاً ومبتغى في آن واحد.

وعرّج بعدها الدكتور بخوش إلى أهمية علم مقارنة الأديان الذي يساعد في توجيه سلوكيات الشعوب على اختلاف أنواعها لأجل التعايش والموائمة بينها على اختلاف ثقافاتها ولغاتها ودرجات تدينها وإيمانها، فالأديان تتطور طبقا لتطور ثقافات الشعوب.

وأبرز أن علم مقارنة الأديان علم عظيم الفائدة على الثقافة الإسلامية , إذ يقدم للمفكرين المسلمين أهم العناصر للدفاع عن الإسلام ضد التحديات التى تواجهه وخاصة في العصر الحالي، خصوصا وقد انكب علماء المسلمين منذ العصور الأولى على دراسة الأديان وصفا، وتأريخا، ونقدا، وجدالا ومقارنة؛ فألفوا في ذلك الشيء الكثير، فانتبه بعد ذلك علماء الغرب لهذه المسألة فبادروا بدورهم لدراسة الأديان مؤكدين أهمية هذا الفرع العلمي.

كما يرى الدكتور أن التطورات العلمية الأخيرة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، جعلت التواصل بين الثقافات أمرا لا مفر منه، وهذا ما دفع بالغرب لمعرفة باقي الأديان، إلى جانب معرفة دينهم، ومن ثم أصبح الدين المقارن موضوعا مهما للدراسة والبحث، داعيا في نهاية مداخلته إلى ضرورة الاهتمام به في الجزائر أكثر فأكثر.

وفي نهاية الندوة، قام رئيس ديوان وزارة الثقافة والفنون نيابة عن السيدة الوزيرة، بتكريم الدكتور عبد القادر بخوش بوسام منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، نظير مسيرته الحافلة ومجهوداته الجبارة المبذولة في هذا المجال.

يجدر التنويه أنه تم تسجيل كل المداخلات التي ألقيت خلال ندوات منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، على أن يتم بثها لاحقا عبر قناة القرآن الكريم للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري.

المصدر: وزارة الثقافة و الفنون الجزائرية

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram