هل تخوض مساجد الجمهورية الفرنسية حملة دعائية لصالح المترشح إيمانويل ماكرون في حرب الرئاسيات القادمة في فرنسا المزمع إجرائها بتاريخ الرابع و العشرين من شهر أفريل المقبل ؟ .
و قبل الغوص في التفاصيل يجدر العلم بأن مسجد باريس الكبير و كذلك تجمع المسلمين بفرنسا نادوا من أجل الإنتخاب لصالح ماكرون و ذلك من خلال تصريحين رسميين بتاريخي الأربعاء ال14 أفريل و الجمعة ال من أفريل من هذا الشهر
و تفيد آخر الأخبار الرائجة أن شمس الدين حافظ عميد مسجد باريس الكبير يعتزم اليوم الثلاثاء تنظيم حفل إفطار جماعي من أجل إظهار تعاطفه مع المترشح إيمانويل ماكرون , و السؤال المطروح هل يعتزم عميد مسجد باريس الكبير خلاله تنظيمه مائدة للإفطار موازاة ما يقوم به المجلس النيابي للمؤسسات اليهودية بفرنسا الذي يعكف أعضاؤه دوما على تنظيم عشاء سنوي على شرف ماكرون
و حتما فإن الأمر جاء بمحض الصدفة حيث يعلم جيدا العميد شمس الدّين حافظ مدى علاقة هذا المجلس اليهودي مع توجهات سياسة الكيان الصهيوني , علما أنه عقب التعاطف الأخير لصالح ماكرون باتت عدة تساؤلات تطرح نفسها على شاكلة كيف لمسجد باريس أن يقبل بالتشجيع على التصويت لصالح إيمانويل ماكرون في حين أن الأخير كان صاحب فكرة تبني قانون الفصل الذي يهدف إلى التمييز ضد الجالية المسلمة في فرنسا؟
و كيف يمكن للمسلمين تزكية ماكرون و هو نفسه الذي لم يبد اعتراضا على الرسومات الكاريكاتورية المسيئة لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم التي أقامت الدنيا و لم تقعدها , كلها أسئلة أضحت تطرح نفسها في المجتمع الفرنسي الذي طالما تغّنى مسؤولوه بسياسة اللائكية لكنهم بالمقابل يجدون دوما في المساجد طوقا للنجاة خلال الإنتخابات مثلما يفعل إيمانويل ماكرون في الوقت الراهن
و ما يفعله الرئيس ماكرون حاليا هو تضاد لما داب على قوله في خطاباته السياسية الرنّانة , حيث طالما هاجم دوما من خلالها الإسلام السياسي بينما يحّلل في الوقت الراهن هذا المنطق عندما يكون الأمر متعلق بالسياسة الفرنسية في بلاده , للتذكير فإن الجالية المسلمة في فرنسا طالما صنعت الفارق تماما مثلما حصل عندما اعتلى جاك شيراك سدة الحكم سابقا