يعرف عن الجزائري الحّر و حديثنا يستثني الخونة المنبطحين أنه في زمن المحن يقف وقفة الأسود حتى مع غير المنتسبين لدينه و جنسيته , و هذا الكلام ترجمه على أرض الواقع شاب ينحذر من مدينة سيق التابعة إقليميا لولاية معسكر .
القصة مثلما يرويها الإعلام الأمريكي الذي ما فتئ يصف المسلمين دوما بالإرهابيين لكنه مع بطل قصتنا المدعو الهواري بن قادة صاحب ال27 ربيعا و المقيم بحي بروكلين الشهير أحد ضواحي مدينة نيويورك خرج بثوب الإستثناء .
يقول المقال الذي نشر في صحيفة “النيو يورك تايمز ” الذائعة الصيت أن الشاب الهواري كان متوجها كعادته خلال أحد أيام رمضان هذا – وركز المقال على أن المعني كان صائما – لمقر عمله و كما هو مألوف لذى الشاب “السيقلي” فإنه يأخذ ميترو الأنفاق كوسيلة للتنقل و أثناء انتظاره لموعد الميترو شبت كالعادة حرب نيران ما بين عصابات المافيا في نفق الميترو .
و لم تفّرق رصاصات رجال عصابات الإجرام كعادتها ما بين الأسود و الأبيض و لا الصغير و لا اليافع و حتى الشيوخ و العجائز , و هنا لاحظ البطل الجزائري الهمام سيدة كانت بجانبه مرتعبة من هول تبادل النيران و بغية حمايتها ضحّى بنفسه و جاءت رصاصات الغدر المفاجئة على مستوى ركبته بينما كانت مسيرتها المفترضة في جسد تلك المرأة الأمريكية .
تصرف السي الهواري بن قادة لم يمّر ممّر الكرام في بلد يحّب تكريم الأبطال , حيث خرجت صورته بعد إجرائه لعملية جراحية في مستشفى نيويورك و بات مطلبا لمختلف عناوين الصحافة الأمريكية و تحول بقدرة قادر من شخص نكرة إلى شخص مشهور حيث بات يتصّدر عناوين التريند التلفزيونية .
و أصّر معظم الأمريكيون على تنظيم حملة تبرّعات ضخمة لفائدة البطل الجزائري حيث وصلت قيمة المبلغ المجموع لحد الآن لأكثر من 26 ألف دولار و الرقم مرشح للإرتفاع , ليثبت السي الهواري أن معدن الجزائري مصنوع من رحيق البطولات و الشهامة هي عنوان لكل حر جزائري مهما كانت الرقعة الجغرافية التي ينحذر منها , و الأمريكيون يعرفون هذا جيدا.
فليس ببعيد و بالضبط خلال أول من شهر رمضان استعادت السكريتيرة الخاصة في السفارة الأمريكية ببلادنا حمّالة نقودها الخاصة ووثائقها التي ضاعت منها في إحدى شوارع الجزائر العاصمة , و رّدها إليها أحد الشباب الجزائريين و فضّلت المعنية توثيق عملية التسليم و كذلك شكر المعني بالصوت و الصورة .
و من خلال هذين الخبرين فضلنا أن نزيح الستار عن الجانب المشرق للجزائريين الذين ضربوا الأمثلة عبر الأزمنة الغابرة في إعطاء الدروس في الإنسانية و المواقف النبيلة على مر العصور .
فيكفي الجزائر فخرا أن الأمير عبد القادر استطاع بفضل تسامحه و حسن حواره مع الآخر أن يحمي المسيحيين السوريين من مذبحة عظيمة أيام تواجده في دمشق , فرحم الله الأمير و رحم الله البطن التي أنجبت الشاب المعسكري الهواري بن قادة و غيره كثيرون و تحيا كل الرجال الأحرار و الحرائر الجزائريين و الجزائريات حتى يرث الله الأرض و من عليها .