لا يزال الرئيس الفرنسي يصنع الحدث من خلال جملة من التناقضات في تصريحاته مؤخرا بشأن السياسة الفرنسية الخارجية , حيث أبان ذات الرئيس المرشّح لخلافة نفسه في عهدة أخرى عقب امتعاضه من تعاطف منافسته على كرسي الإيليزيه مارين لوبين و تحّيزها للجانب الروسي لما تبديه من سياسة تقارب مع الرئيس فلاديمير بوتين .
و من هذا المنطلق ذكّر إيمانويل ماكرون زعيمة الحزب اليميني المتطرف الجبهة الوطنية عن اعتراض فرنسا عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم سنة 2014 و هو ما يعارضه المعني جملة و تفصيلا معّللا ذلك بتعّدي الروس على عرف القانون الدولي .
و ما نسيه السيد ماكرون من خلال تدخله غير الموفق ما محل احتلال المغرب لأراضي الصحراء الغربية من الإعراب ّ و ماذا عن احتلال الكيان الصهيوني حليف فرنسا و شبيهها الإستعماري للضفة الغربية و هضبة الجولان ؟ و ما هو تعليق فرنسا عن السياسة التوسعية المغربية و الصهيونية على حد سواء ؟ .
و أمام كل هذه التصريحات الماكرونية المتضاربة يقف العالم مندهشا لحجم التناقض الذي توليه فرنسا و نظيراتها من القوى الإستعمارية السابقة , حيث تلبس أنظمة الحكم في هذه البلدان أقنعة تتلائم مع الظروف و حجم المصالح التي تعود بالفائدة على هذه الدول , أما التشّدق بحقوق الإنسان و حق الجوار فهذا يدخل ضمن الديماغوجيا السياسية بكل ما تعرف الكلمة من معنى .
للتذكير أن المرّشح ماكرون سيكون يوم الأحد المقبل بتاريخ 24 أبريل على موعد مع مناظرة تلفزيونية ستجمعه بخصمه مارين لوبين , و هو الموعد الإعلامي الذي ينتظره الفرنسيون على أحّر من الجمر مثلما هو الشأن للمتتبعين و المحللين السياسين في باقي أرجاء المعمورة .