تحت إشراف البروفيسور سعاد بسناسي، انعقدت يوم الإثنين 25 أفريل 2022 الندوة العلمية رقم 32، عبر تقنية التحاضر عن بعد من خلال تطبيق Google Meet، والتي قدمها الدكتور إدريس جرادات رئيس مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي بفلسطين، موسومة ب: طقوس وتقاليد رمضان والعيد في الموروث الشعبي الفلسطيني.
حيث شهدت هذه الندوة حضور كل من: الدكتور محمد قاسم حسين من جامعة ذي قار، العراق، الدكتور محمد بدير من قسم الفنون، جامعة تلمسان، وأ.د. أحمد بناني من جامعة تمنراست، وكذلك أعضاء المخبر: أ.د. حسنية عزاز، الدكتور كمال عمامرة، الدكتورة عائشة دوبالة، وطلبة الدكتوراه من جامعة وهران 1: إبراهيم يحي، سلمان حمداش، سي موسى عبد الغاني.
يرى الدكتور إدريس جرادات أن التهيئة لشهر رمضان في التراث الفلسطيني تبدأ دائما من شهور سابقة خاصة شهر شعبان، وهو ما يصطلح عليه باللهجة الفلسطينية “الشعبونية”، ويكون ذلك من خلال تجميع مختلف المستلزمات التي تحتاجها العائلة في هذا الشهر الفضيل، كالمواد الغذائية من القمح ومشتقاته، الحليب، الخضر بأنواعها.
كما أنا المرأة عند تحضيرها لهذه المستلزمات تأخذ في الحسبان شطر أهلها و أقاربها وجيرانها , و يجتمع الناس في منازلهم ليلة رمضان منتظرين رؤية الهلال، وإذا ثبت يتجّهز الرجال من أجل صلاة التراويح، وبعد الإنتهاء يجتمعون في بيت الشيخ منتظرين السحور.
في أول أيام رمضان تجتمع النساء من أجل التفكير أي الأطباق يطبخن، وعند الإنتهاء من التحضير يقمن بإرسال صحن إلى الجيران، وعند إرجاع الصحن لابد له أن لا يكون فارغا ونجد في ذلك المثل الشعبي القائل: “إذا جاءك صحن لا ترّده فارغا ولو بعود أخضر”.
إرتبط الشهر الفضيل بمجموعة من الأكلات الشعبية التي تتنوع بتنوع المناطق في فلسطين منها: القدرة الخليلية، الفخارة، المسخن، الصواني، الدجاج المشوي، والمخللات والعصائر والحلويات، إضافة إلى القطايف التي جاءت مع صلاح الدين الأيوبي.
إذا حصلت حادثة وفاة في شهر رمضان يفطر جميع الصائمين مع أهل الميت تضامنا وكمواساة له , يكاد الشهر الفضيل أن ينقضي، ثم يأتي ما يسمى بـوقفة رمضان وتكون قبل العيد بيومين حيث يتم فيها التحضير للعيد من خلال تجهيز الألبسة للأطفال و للزوجة.
ها هو العيد قد أتى، يذهب الرجال إلى المسجد من أجل إقامة صلاة عيد الفطر , وبعد الانتهاء يصطف الرجال عند باب المسجد ليسلموا على بعضهم ويتركوا وراءهم النزاعات و المشاحنات، وبعد ذلك تجتمع العائلة الكبيرة حول مائدة الطعام التي تحتوي على أكلات تقليدية.
لكن قد تتحول فرحة العيد إلى مأساة أو جنازة عزيز أو اعتقال شخص من طرف الاحتلال الصهيوني , و يقوم الفلسطينيون في أول أيام العيد بزيارة القبور ليترحموا على موتاهم ثم بعد ذلك تأتي العيدية وهي نوعان: – عيدية العروس والتي يرسل فيها الزوج إلى زوجته قطع من الذهب واللحم والملابس حتى يظهر كرمه.
و ايضا عيدية للرحم: وتتم عن طريق تحضير نقود وإعطائها للمقربين و أوضح الدكتور إدريس جرادات أن فلسطين حضارات وثقافات، فهناك عائلات أصلها تركي، ومنها ما أصله مصري و كل هذه الأجناس حاولت أن تترك بصمتها في الموروث الفلسطيني من خلال ما قدمته من عادات وتقاليد.
و قدم المعني في آخر الندوة توصيات تنص على إقامة دراسات وبحوث تخص العادات والتقاليد القائمة في الوطن العربي حتى يتم من خلالها معرفة القاسم المشترك بين التقاليد العربية، وأيضا أوجه الإختلاف بينها.