يبدو أن رسالة الجزائر نحو إسبانيا التي حملت طابع التهديد و الوعيد بشأن قطع إمدادات الغاز في حالة ذهابه نحو بلد ثالث و هو الأمر غير المتفق عليه خلال الإتفاق بين سوناطراك و الزبائن الإسبان تكون قد وصلت للسلطات الإسبانية , حيث لم تنتظر مدريد مرور قرابة 24 ساعة على تصريح الرئيس عبد المجيد تبون حتى خرجت الحكومة الإسبانية عن طريق وزارة الإنتقال البيئي تطمئن الجانب الجزائري أن إمدادات إسبانيا نحو المغرب لن تكون بالغاز الجزائري .
و شّددت المصادر الإسبانية أنه مهما كانت الظروف لن تزّود إسبانيا المغرب بالغاز الجزائري , للتذكير أن وزارة الطاقة الجزائرية اعترضت على استخدام إسبانيا لوظيفة التزويد العكسي لأنبوب غازوديك الذي كان يطمح من خلاله الإسبان لتعويض المغرب عن حصتها من الغاز الطبيعي الذي كان يستفيد منه نظام المخزن عندما كان يمر أنبوب “غازوديك” على التراب المغربي.
و سبق لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أن أعلنها صراحة خلال زيارته للإمارات العربية المتحدة على أن بلاده ستأخذ على عاتقها تزويد المغرب بكل ما يحتاجه من الغاز الطبيعي , و واصل سانشيز تعنته بعدها باصطفافه إلى جانب المغرب في صراعه بشأن القضية الصحراوية و هو ما اعتبرته الجزائر بمثابة خداع و نفاق سياسي اتجاه القانون الدولي , للعلم أن مدريد تحمل على عاتقها المسؤولية التاريخية في الصراع الدائر في الصحراء الغربية التي يطالب مواطنوها بحق تقرير المصير .
و وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال حوار تلفزيوني مع وسائل الإعلام الجزائرية قرار اصطفاف رئيس الحكومة الإسبانية بتاريخ 18 مارس المنصرم إلى جانب المغرب فيما يخص ملف الصحراء الغربية بالمخادع , حيث إضافة لوضع عبد المجيد تبون النقاط على الحروف فيما يخص قضية الحال فرّق من خلال تصريحاته بين تهّور بيدرو سانشيز و الشراكة الإستراتيجية مع الجانب الإسباني التي جسّدت على أرض الواقع في بداية الألفية الثانية .
للتذكير أنه بتاريخ السادس من شهر مارس المنقضي عبّر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز خلال اتصال هاتفي مع الرئيس تبون عن رغبة إسبانيا في إرساء علاقات الثقة من أجل تعاون استراتيجي دائم , لكن بعد هذا الإنحراف في السياسة الخارجية لن يستطيع بيدرو سانشيز إستعادة كسب ثقة الجزائريين مجددا .
و ذكّر الرئيس تبّون من خلال تصريحاته الصحفية بستين سنة من العلاقات الجزائرية الروسية التي يضرب بها المثل , مثلما أثنى على العلاقات مع إيطاليا التي تعتبر الدولة الوحيدة التي لم تتخل عن الجزائر و ظل التعاون ساري المفعول حتى خلال العشرية السوداء .
و حتما فإن تلميحات الرئيس تبون سيكون لها صدى و إنعكاس مع مرور الوقت على شؤون السياسة الذاخلية الإسبانية , و الشعب الإسباني سيكتشف مدى العواقب الوخيمة التي ستنزل على إسبانيا جرّاء تصرف بيدرو سانشيز اللامسؤول الذي حتما سيرهن مستقبله خلال الإستحقاقات القادمة .