ركّز أئمة المساجد في مدينة وهران اليوم خلال خطبة العيد التي كانت على السابعة صباحا على نبذ الفتن ما بين أفراد المجتمع ما ظهر منها و ما بطن , و إضفاء روح التسامح و ذلك من خلال رمي الضغائن و الأحقاد في أرشيف المهملات و فتح صفحات جديدة عنوانها المودة و الوفاء .
و كعادة الجزائريين فمباشرة بعد انتهاء صلاة العيد و خطبة الإمام إنتشر أبناء الباهية وهران في الأزقة و الشوارع و الطرقات يتبادلون التهاني و التبريكات فيما بينهم , و كان لرجال الأمن و كل من يسهر على خدمة المواطنين يومي العيد حظ وافر من تهاني العيد عرفانا لهم بالتضحيات الجسام التي يقدمونها في سبيل أن تحيا الجزائر في ظل الرخاء و الرفاه .
و دائما كانت المقابر الوجهة المفضلة لمعظم أبناء الباهية حيث استهلت الزيارات مع نهاية موعد الصلاة و ترحم الجميع على كل من ينامون تحت التراب , و كانت فرصة لتقاسم فرحة العيد مع أرواحهم الزكية مثلما جرت العادة لدى جموع المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها .
و آثرت العديد من الجمعيات بوهران و لعل أبرزها الإجتماعية ذات الطابع الخيري على زيارة مرضى المستشفيات و كذلك دور العجزة , قصد مقاسمتهم الفرحة في هذا اليوم المقدس لذى عموم الأمة الإسلامية و من أجل مآزرتهم و اقتسام الآلام معهم حيث اصطحبت عدة جمعيات اللعب للأطفال و الهدايا الرمزية لكبار السن كي تكون للعيد رمزية الإحتفال و التآخي و التكافل .
و أقل ما يقال عن نشاط المجتمع المدني في مدينة وهران أنه كان رائعا على كل الأصعدة و المستويات , و ضربت الجمعيات الفاعلة المثل في إعداد موائد الرحمن حيث آوت الفقير و المحتاج و عابري السبيل و زكت هذه الجمعيات من خلال هذا العمل التضامني الإنساني و أعطت للباهية عنوان الكرم و الجود مثلما تعرف به وهران من دهر زمان .