لم يدم امتناع الدول الأوروبية طويلا لأجل الإستفادة من الغاز الروسي و باقي المواد الطاقوية حيث فتحت تسع دول حسابات بنكية في روسيا قصد الدفع بعملة الروبل و هو الشرط الذي أصر عليه الرئيس فلاديمير بوتين خلال الحرب الأخيرة المندلعة في أوكرانيا .
و تعتبر المجر أول دولة أوروبية تنتهج هذا المنهاج حيث تعاملت بالروبل مباشرة بعد إسداء الكرملن التعليمات الأخيرة حيث كشف مكتب رئاسة الوزراء الهنغارية أنّه “في حين أنَّ هنغاريا فتحت علناً حساباً في البنك الروسي لدفع ثمن الغاز الطبيعي بالروبل، فتحت للأمر نفسه 9 دول أوروبية أخرى خلسةً حسابات في ذلك البنك”.
وقال رئيس مكتب رئاسة الوزراء غيرغي غوياش في حديث لراديو “Kossuth” إنَّ “هنغاريا فتحت حساباً باليورو، الذي يتم تحويل سعر الغاز إليه باليورو، ثم يحوله البنك إلى روبل”.
وأشار غوياش إلى أنّه بالإضافة إلى بلاده “هناك 9 دولٍ أخرى تفعل ذلك، لكنهم لا يعلنون أنهم يفعلون ذلك”، وتابع أنّه “لكي تكون قيادة أي بلدٍ جيدةً لأوروبا الآن، يعني ألّا تتحدّث بصدق مع شعبها وفي الحياة الدولية”.
وذكّر مرةً أخرى أنَّ “الاتحاد الأوروبي لم يتبنَّ أيَّ عقوباتٍ تجعل من المستحيل دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل”, و تكون عقب هذا التصرف الذي انتهجته الدول التسع الأوروبية و التي لم تعلن عن هويتها لحد الآن قد أبانت روسيا مدى سطوتها في مجال اتخاذ القرارات السيادية , وتكون أيضا قد أسقطت سياسة بايدن في أمريكا التي لم تقدر خلافة قطع الإمداد عن الغاز الروسي .
و ظهرت بالتالي للعلن سياسة القطب الثنائي التي باتت تلقي بظلالها على العالم الحديث , حيث قبل أيام فقط أشارت وكالة “بلومبرغ” الأميركية إلى أنّ “10 مشترين للغاز الروسي في أوروبا فتحوا بالفعل حسابات في بنك غازبروم لسداد ثمن إمدادات الغاز الروسي بالروبل”.
وفي مارس الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بشأن آلية سداد ثمن الغاز الطبيعي المورّد إلى “الدول غير الصديقة”، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وحصر أن يتمَّ السداد بالروبل الروسي.
وبموجب المرسوم يتوجب على الشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة فتح حسابين في بنك “غازبروم بنك” الأول باليورو والثاني بالعملة الروسية الروبل.
وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل ثمن الغاز الروسي باليورو فيما سيقوم “غازبروم بنك” بتحويل أموال اليورو في بورصة موسكو إلى الروبل الروسي ومن ثمّ إرسالها إلى شركة “غازبروم”.
وأعربت النمسا وهنغاريا عن استعدادهما لسداد ثمن الغاز الروسي عبر الآلية الجديدة، فيما رفضت بولندا وبلغاريا القيام بذلك ما دفع شركة “غازبروم” لوقف الإمدادات لهاتين الدولتين.