ما قل ودل

العالم العربي في حاجة إلى إعادة إسقاط تجربة الراجحي

شارك المقال

الملياردير السعودي “سليمان الراجحي” الجالس أمامكم في الصورة قام بزراعة القمح في 300000 فدّان بشمال السودان عام 2016 ، وكان يعتبر المشروع الأكبر في أفريقيا وأوقف أرباحه لله تعالى.
هذا المشروع وفّر 40% من حاجة السودان من القمح وباعه للمطاحن بثمن زهيد بـ70 دولار للطن الواحد (رغم أن سعره في السوق الدولية وقتها أكثر من 340 دولار + مصاريف الشحن ) وكل ذلك مقابل أن تبيعه الحكومة لعامة الناس بثمن رخيص , أما الأموال التي يحصل عليها يدفعها كرواتب لآلاف العاملين في المشروع وصيانة وشراء معدات جديدة لتوسيع المشروع .

لكن النظام الحاكم في السودان وقتها وبعد رفض الراجحي دفع رشاوى كبيرة لهم , قاموا بمحاربته وفرض ضرائب كبيرة عليه رغم أنه مشروع خيري , قبل أن يجبروه على تقليص مساحة القمح المزروعة. , وأخيراً عمدوا إلى تهديده، لينتهي الأمر بتنازله عن المشروع للحكومة ومغادرته للسودان في عام 2019 فتسبب إنهيار المشروع .

وأصبح هناك أزمة خبز طاحنة بالسودان عام 2020 , و انتهى معه حلم الراجحي بتوفير القمح لكامل المنطقة العربية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه.

و قال لي مرة أحد الأصدقاء أن صديقا له و هو مهندس سوداني اختصاصي بالهندسة الطبية , بعد أن رسم لي خريطة نهر النيل الأزرق ونهر النيل الأبيض , وقال إن أمريكا مستعدة أن تعطي السودان القمح بلا مقابل بشرط أن ( لا )يزرع السودان القمح  و ذلك كان منذ ثلاثين عاما .

إذا حسب المعطيات السودانية نستنتج أنه بحق هناك أيادي خفية تريد للقمح أن لا يزرع في المناطق العربية , فالعالم الغربي يريدنا دوما أن نجوع و أن لا نطعم أنفسنا بأنفسنا و يريد لنا دوما أن نكون ضمن حساباته الإستشرافية ضمن برنامج الغذاء العالمي أو النفط مقابل الغذاء كما فرض من قبل على نظام العراق .

فإذا عرفنا الحل لماذا لا يطبق في الحال و السؤال موّجه هنا للمسؤولين في مختلف البلدان العربية , فمثل هكذا أجوبة تبقى في أيديهم و بإمكانهم توفير الأمن الغذائي لشعوبهم و الإستقلالية عن النظام الغربي الذي يريد للعالم العربي بإيعاز صهيوني دوما أن يكون مرادفا للجهل و الفقر .

لكن يبدو أن المعطيات الإلهية بدأت تصّب في خانة المغلوب على أمرهم , فمع عودة نهوض الدّب الروسي و تشّكل الثنائية القطبية العالمية من جديد بات لزاما على البلدان العربية أن تنهض مجّددا و تزرع أرضها لكي لا يجوع أهلها مثلما يريد لها أعداؤها فيا ليت الشباب العربي يتخذ من زراعة القمح مستقبلا بدل من اتخاذه لقوارب الموت ملاذا و ملجأ .

المصدر: منقول بتصرف من صفحة البروفيسور عاصم الشهابي

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram