من خلال الإطلاع على أرشيف العلاقات التاريخية بين الجزائر و جارتها من الناحية الغربية نجد دوما أن هذا الجار لم يصن للوّد يوما و تميز دائما بطموحاته التوسعية مثلما يلعب الدور حاليا ضد المستضعفين الصحراويين الذين سلبهم أرضهم بقوة الحديد و النار , و تشير إحدى الوثائق التاريخية التي تحمل توقيع القوات المسّلحة الملكية و التي يرجع تاريخها لعام 1960 أن المغرب كان يصّنف الجزائر دوما بمثابة دولة عدّوة .
و أظهر المسؤولون على هذه المملكة التي تحّد الجزائر من الجهة الغربية عدم حسن نواياهم في كل مناسبة فمن الإحتلال الغاصب للأراضي الصحراوية إلى رفضهم المصادقة على معاهدة ترسيم الحدود مع الجزائر التي تم توقيعها سنة 1972 , و هي كلها عوامل تظهر مدى حقد النظام المخزني و عدم التزامه بعلاقة الجيرة مع الجزائر .
و إضافة إلى هذه التصرفات التي لم تعد غريبة على مملكة محمد السادس كما كانت من قبل في عهد والده الحسن الثاني , تطور الحقد الدفين لتتوّلد عنه حرب من نوع آخر أضحت وسيلة أخرى لضرب الجزائر في الصميم لولا وقوف أبنائها البررة كل حسب مسؤولياته للذود عن كرامة بلد المليون ونصف مليون شهيد .
حيث يسعى نظام المخزن بكل ما أوتي من قوة لإستعمال الحرب الدعائية لتلطيخ صورة الجزائر و النيل منها , أين يرصد ميزانيات هائلة لذات الغرض و لعل الأمثلة على ذلك لا تستحق التدقيق أو البحث لأن نظام “بيغاسوس” للجوسسة الذي اتخذته المغرب للتنصت على الإتصالات الهاتفية للمسؤولين الجزائريين لخير دليل على هكذا استنتاجات .
و أيضا الحملات الدعائية التضليلية الكاذبة و المبنية على معلومات مغلوطة “فايك نيوز ” و التي تشن على الجزائر في مواقع التواصل الإجتماعي و على القنوات التلفزية و كذا المواقع الإلكترونية , توضح سياسة الدعاية المغرضة التي باتت السلاح المفضل للمخزن المغربي من أجل ضرب الجارة الشرقية تحت الحزام , فكل الوسائل غير المشروعة باتت في خانة المشروع و المسموح بها لجارة الجهة الغربية.
و إضافة إلى هذا الهجوم غير المبّرر و غير الشريف من قبل المغاربة يستعمل نظام المخزن سلاح دبلوماسيته في الخارج , و لعل تصريحات نائب القنصل المغربي بمدينة وهران اتجاه أفراد من الجالية المغربية التي تحتضنها الجزائر و تفتح لها ذراعيها عقب وصفه الجزائر بالدولة العدوة لخير دليل ملموس للمهمة التي سخّرت لها الدبلوماسية المغربية اتجاه الجزائر .
و تعتبر رشيدة جعدي المكلفة بمهمة من قبل المملكة المغربية في سفارتها بفرنسا رأس الأفعى في جهاز البروباغوندا ضد الجزائر بالدليل و البرهان القاطعين الساطعين , فهذه المرأة التي تكتسب قرابة عائلية بالأسرة الحاكمة في المغرب و التي تعتبر من الأفراد الدبلوماسيين في سفارة المغرب بفرنسا منذ 2010 .
أضحت مهمتها إغراء أصحاب النفوذ في المجال الإعلامي الفرنسي عبر منحهم عدة امتيازات كتنظيم رحلات سياحية رفيعة الذوق و المستوى “VIP” , و كل ذلك من أجل أن يتقاربوا في الرؤى السياسية مع نظام المخزن و مساندة قراراته في مجال السياسة الخارجية .
و تعتبر هذه الأفعى المغربية التي تبث سمومها المهندسة الأولى للأخبار الكاذبة و المغلوطة إتجاه الجزائر و هي من بين المقّربين من رشيد بن موسى السفير المغربي الأسبق في فرنسا , و الذي يعتبر من بين الأصدقاء المقربين بدوره لرئيس المجلس الممثل للتنظيمات اليهودية بفرنسا “CRIF”.
و لأجل نجاحها في هذه المهمة القذرة التي كلفها بها النظام المخزني استعانت هذه الأفعى الحقيرة بتجنيد عملاء برتبة صحفيين جزائريين و مؤثرين مأجورين من أجل زرع السموم على منصات التواصل الإجتماعي , و من بين جنودها المخلصين نجد الصحفي الهارب عبدو سمار الذي ما ينفك على مهاجمة الجزائر بلده الأصلي بمعلومات كاذبة و مضللة من خلال ظهوره في كل مرة على منصات التواصل الإجتماعي .
حيث أن هذا الصحفي المأجور الذي باع ذّمته و شرفه الإعلامي لنظام المخزن قاد مؤخرا حملة شعواء مساندة لأسياده الجدد , و تجّند رفقة الآلة الدعائية المغربية حيث قام بتمجيد الكذبة الكبرى التي اختلقها النظام المخزني بشأن وصوله إلى اتفاق مع نيجيريا لأجل مّد أنبوب الغاز من أبوجا نحو الرباط .
و ذلك بحصول المغرب على قرض ضخم من قبل منظمة “أوبيب” قيمته 14,3 مليون دولار من أجل تمويل خط أنبوب الغاز الذي روّجت له المغرب خداعا و بهتانا بأنه سيمتد على ما طوله 7000 كلم , حيث تمت السخرية من هذه الخدع الإعلامية التي لم تنطل حتى على الشعب المغربي نفسه , فمن المفروض معلومة مهمة بمثل هذا الحجم ينبغي أن تكون حديث كبريات القنوات العالمية و المجلات الإقتصادية حيث أنه لا شيء من هذا القبيل حصل .
علما أن مشروع ضخم و عملاق بمثل هذه الأهمية و الذي من المفروض أن يمر على خمسة عشر دولة محكوم عليه بالفشل قبل إجراء الدراسة المسحية , بالنظر إلى جانب عدم الإستقرار و اللاأمن الذي يشوب المناطق الإفريقية إذا أمعّنا النظر في بؤر التوتر العديدة في البلدان الإفريقية .
و يبدو أن الحملات الدعائية المغربية المغرضة إتجاه الجزائر دخلت كلها في الحائط مباشرة بعدما نشر صندوق النقد الدولي آخر المستجدات فيما يخص مؤشرات النمو في المغرب و الجزائر حيث بدى وضع المغاربة مؤسوفا عليه للغاية .